رئيس التحرير
عصام كامل

الضوء الأخضر.. للقتل!

من أين يستمد وزير الخارجية الأمريكي القدرة على الكذب؟ من نبع السياسة الخارجية الأمريكية! من أين تستمد الإدارة الأمريكية الحالية القدرة على مواصلة التلاعب بالحقائق، وإدارة الأكاذيب، وإدعاء الرغبة في السلام؟


لم يعد مفهوم الإدارة الأمريكية قصرا على من يحكم في البيت الأبيض، بل يمتد إلى الكونجرس ذاته، بأغلبية يرثى لها ولضميرها، إذ استقبل القاتل مجرم الحرب بنيامين نتنياهو استقبال الأبطال، وصفق له الشيوخ والنواب من الحزبين أربعين مرة.
 

هذه زيارة الضوء الأخضر. هذه زيارة التصديق على سياسة الاغتيالات المتواصلة، تعربد بها إسرائيل في المنطقة من بيروت إلى طهران، مطمئنة إلى صمت الحملان، المسلمين قاطبة!

يمكن الأن وبعد اغتيال إسماعيل هنية زعيم حماس ومفاوض إسرائيل عبر الوسطاء (مصر وقطر وأمريكا) ومن قبله فؤاد شكر الرجل الأول مع حسن نصر الله، أقول يمكن القول أن إسرائيل تنفذ المخطط المتفق عليه، مع واشنطن، وهو إستمرار التفاوض من ناحية وإدعاء الإقتراب من اكتمال الصفقة، لتهدئة الرأي العام، وفي الوقت نفسه تواصل اصطياد الرؤوس الكبيرة، أينما كانت.


يتحدث المراقبون والمحللون عن خيانة داخلية في الحلقة القريبة من الرجلين، يتحدثون عن رصد المواقع بالقمر الصناعي عبر مكالمة تليفونية أجراها هنية مع إبنه من طهران، وفي ذلك كله المخابرات الأمريكية حاضرة وضالعة.. وما تحرك البوارج الأمريكية في البحر قريبا من المنطقة إلا لأنها تعلم بمخطط انتهاك سيادة إيران، واغتيال رجل في ضيافتها!


تتلاعب السياسة الأمريكية بنا، ويستهدف نتنياهو كسب الوقت في ضوء الإجازة الصيفية للكنيست، ثلاثة أشهر، وعلى نوفمبر يحين موعد إختيار ترامب أو كامالا، وكلاهما إسرائيليان، لكن ترامب جد لأطفال يهود وزوج إبنته يهودى، وهو إسرائيلي صهيوني.. والحق أنهم كلهم صهاينة ونحن في نظرهم هنود حمر!


أعتذر للقراء عن غلبة اللهجة الحزينة على روح التحليل الواجب، لكن مع دموع الإهانة والعجز يصعب على المرء ترتيب العقل بقدر كاف.


العقل ترتب مئات الآلاف من المرات، والخلاصة أننا أمة عربية إسلامية راضية بالهوان، وما يحدث من تكتل الغرب علينا هو امتداد للحملة الصليبية الأخيرة في العراق.. كما وصفها في زلة لسان مجرم الحرب الذي دمر المنطقة بأسرها جورج بوش الابن.


هل ستنفذ إيران نواياها بالفعل بالهجوم على إسرائيل؟ هل ستغزو تركيا إسرائيل؟ هل سيرد حزب الله في بيروت وفي سوريا وحزب الله في العراق والحوثيون في اليمن؟ لا تركيا ولا إيران ستدخلان حربا مكشوفة.. وأقصى ما ستفعله إيران إطلاق صواريخ متتالية، حتى إذا تمكنت من صنع النووى، ردعت أطراف المنطقة!

 


المنطقة في حالة غليان شعبى، وإدارات الحكم فيها توازن ما بين العقل والاندفاع، وترى العواقب، بأكثر مما ترى بحار الاحتقان تعصف بقلوب الملايين.


ونتابع

الجريدة الرسمية