رئيس التحرير
عصام كامل

التوني وهتلر وأولمبياد باريس

على مصر أن تفخر بك واعتبر ألمانيا وطنك الثاني.. كلمات قالها الزعيم الألماني أدولف هتلر للبطل المصري خضر التوني وهو يقلده الميدالية الذهبية، عن لعبة رفع الأثقال وزن المتوسط في أولمبياد برلين عام 1936، بل وأكثر من ذلك تم إطلاق إسم التوني على أحد شوارع القريه الأولمبية في ميونخ ولم يكن خضر التوني وحده بل معه أبطال أخرون مثل محمد مصباح وإبراهيم شميس وغيرهم إذن ليس صعبًا أن نحصل على ميدالية أولمبية.

 
لماذا غاب هذا النموذج المصري عن أولمبياد باريس واكتفينا فقط بالتمثيل المشرف ذلك المبرر المكرر في كل مرة نخرج فيها صفر اليدين من أي منافسة، يحدث ذلك في الوقت الذي أنفقت فيه الحكومة على مدار ثلاث سنوات إعدادًا للبعثة الأولمبية المصرية قرابة المليار و250 مليون جنيه وهذا ليس عيبًا.

فكل الدول تنفق وترعى الرياضة حتى وإن كان وضعها الإقتصادي سيئًا وإن كنت أراه رقمًا كبيرا مقارنة بنتائج البعثة حتى الأن، والتي يعلمها الجميع وتقع بين كلمتين قاسيتين وهما الفشل والأخير.. الفشل في تحقيق ميدالية والأخير في التصنيف الإ من رحم ربي مثل برونزية سلاح الشيش.

 
هذه الملايين فيما أنفقت وكيف ولماذا لم يحقق هذا الإنفاق النتائج المطلوبة ومن يتحمل مسؤولية هذا الإخفاق الذي لا تخطئه العين؟ّ!


نعم نحن أنفقنا أموالًا كثيرة لنربح فخسرنا.. لنفرح فحزنا في الوقت الذي قد يرى فيه البعض أن هناك أوجهًا أخرى أولى، ولكن فيما أنفقناها؟! ولماذا كانت النتيجة خسارة في معظم اللعبات حتى الأن؟ 
من وجهة نظري أننا لم نحدد الألعاب التي لابد لنا الرهان عليها ودعمها وبقوة، مثل كرة القدم الذي حقق رجال منتخبنا فيها نتائج جديرة باسم مصر ونتمنى له التوفيق في مباراته على الميدالية البرونزية.

 
لم ندرس طبيعة الشخصية المصرية بدقة كافية ولو كنا فعلنا لعرفنا أن هناك لعبات نستطيع التفوق فيها، لو اهتممنا بها حق الإهتمام مثل  ألعاب القوى والملاكمة والتايكوندو والمصارعة، وهنا علينا أن نتذكر المصارع المصري إبراهيم مصطفى أول مصري وعربي يحصل على ميدالية ذهبية أوليمبية 1928 في امستردام، والحمد لله في باريس حققنا فيها المركز الرابع، وهو أفضل بالتأكيد من اللاشئ الذي نراه.


في أعتقادي أننا لم ندرس بدقة ما وصلنه اليه من نتائج في أولمبياد طوكيو السابقة لباريس، وتباهينا بتلك الكثرة في عدد أفراد البعثة دون نتائج إيجابية، والذي أراه ليس مدعاة للفخر بل أصبح هو وغثاء السيل سواء، ولم أفهم حتى الأن ما فائدة كل هذا العدد 164 لاعبًا في 22 لعبة وهي الأكبر على مدار مشاركة مصر في الألعاب الأولمبية؟!

 
أيضًا ليس كل بطل في منافسة إفريقية مؤهلًا للمنافسة العالمية، وإذا أردناه كذلك فعلينا وكما نقول بالعامية أن نشتغل عليه حتى نؤهله للمنافسة بشكل حقيقي، ولا يقف بنا في آخر الصفوف حاملًا رايات التمثيل المشرف.

 


علينا محاسبة المسؤولين عن ذلك بدءًا من الإتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب وحتى أعضاء البعثة أنفسهم.. علينا أن نحقق فيما إذا كانت هناك وساطة ومحسوبية ومجاملات أم لا؟ وإن وجدت وبأي نسبة حتى ولو كانت بسيطة فلنضرب بيد القانون الحديدية رقاب كل من خذلنا وجعلنا نترحم على أيام التوني وصحبه.

الجريدة الرسمية