رئيس التحرير
عصام كامل

من الآيات القرآنية الجامعة (5)

عزيزي القارئ ما زال الحديث عن الأمر الإلهي بالإحسان ونتحدث في هذا المقال وفي المقالات التالية بمشيئة الله تعالى عن الآيات القرآنية التي وردت في الإحسان.. ولنبدأ بالآية الكريمة التي أمر الله تعالى عباده بمقابلة إحسانه عز وجل بالإحسان والتي يقول فيها سبحانه "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ". 

 

في هذه الآية الكريمة حث الحق عز وجل عباده المؤمنين على أن يضعوا نعمه حيث أراد وأن يقابلوها بشكره تعالى، وأن يعملوا فيها لآخرتهم وألا ينسوا حظهم ونصيبهم الطيب المباح من الدنيا. وأن لا يفسدوا في الأرض. ثم أمرهم سبحانه بمقابلة إحسانه بالإحسان. أي بالشكر على نعمه التي لا تعد ولا تحصى والإقرار بفضله. وألا يجحدوها ويعصونه بها. 

 

هذا وإذا نظرنا إلى إحسانه تبارك في علاه نجد أنه مهما بلغ من شكرنا له سبحانه لا ولن نستطيع أن نوفي حقه في الشكر، إذ أن نعم الله تعالى لا أول لها ولا آخر ولا حد لها ولا منتهى، وصدق تعالى إذ قال "وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ". وقوله سبحانه "وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا". 

 

ولننتبه إلى قوله سبحانه وتعالى "وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ ". إشارة إلى الفضل الإلهي المتعدد في النعمة الواحدة حيث أنه سبحانه لم يقل وإن تعدوا نعم أو أنعام الله. وإنما أشار إلى فضله تعالى في النعمة الواحدة. وإذا نظرنا إلى مدار النعم الإلهية وهي من إحسانه عز وجل نجد أنه سبحانه تفضل علينا بنعمة الخلق والإيجاد ونعم المدد والإمداد الظاهر منها والباطن. 

 

ثم أنه تعالى هو الذي إليه المآل والمرجع والمصير، وهو الذي كتب على نفسه الرحمة. هذا ومن مظاهر النعم التي نعجز عن إحصاء الفضل الإلهي فيها، ونعجز أيضا عن استيفاء شكره سبحانه نعمة الإسلام وكفي بها نعمة. ونعمة الرسول الذي جاءنا بالإسلام وترجم لنا منهج الإسلام قولا وفعلا وسلوكا وحالا بكل ما حواه الإسلام من مكارم أخلاق وفضائل وقيم إنسانية نبيلة. 

 

 

ومن نعمه سبحانه وتعالى ومظاهر إحسانه أيضا أنه تعالى كرمنا وفضلنا على كثير من خلقه. يقول تعالى "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلً". ومن نعمه وإحسانه إلينا أن خلقنا في أكمل صورة وأجل مظهر. يقول سبحانه "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ". عزيزي القارئ نستكمل الحديث بمشيئة الله تعالى في مقالات تالية.

الجريدة الرسمية