رئيس التحرير
عصام كامل

كيف اغتالوا هنية؟!

الأهم والأخطر في عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هو أن الاغتيال تم في العاصمة الإيرانية طهران، وتحديدا في أكثر المناطق بها التي تحظى بتأمين مشدد من قبل رجال الحرس الثوري، وفي بيت المحاربين القدامى المخصص لإقامة كبار الزوار، الذين يزورن طهران.. وهذا يعني ببساطة شديدة أن ثمة اختراق أمني عميق وواسع سمح بإتمام عملية اغتيال هنية بنجاح.

 
فهذه العملية بالتأكيد معقدة وليست عملية بسيطة، وبالتالي الاختراق الأمني الإيراني كان كبيرا وخطيرا هنا.. فقد تمكن من اغتالوا إسماعيل هنية معرفة أين يقيم في طهران بعد أن التقى مرشدها وحضر مراسم تنصيب رئيسها الجديد، وتأكدوا من وصوله إلى هذا المبنى.. 

وتمكنوا أيضا من معرفة إحداثيات المكان والمبنى بدقة.. كما تمكنوا أيضا من ضمان إصابته سواء تم ذلك بصاروخ كما يتردد أو طائرة مسيرة كما يرى آخرون.. وأيضًا سواء تم الإطلاق من خارج إيران أو من داخلها، وهذا خرق أمني فادح وخطير.

  
كذلك.. فإن حادث الاغتيال هو انتهاك مباشر وصريح للسيادة الإيرانية، ولا يمكن أن يمر بلا رد من إيران بالطبع، وهذا ينذر بتوسيع نطاق الصراع في المنطقة، وليس إنهاء الحرب الوحشية ضد أهل غزة عبر إبرام صفقة وقف القتال والإفراج عن الأسرى.

 
صحيح أن إسرائيل اغتالت من قبل عددا من القيادات الفلسطينية في دول مختلفة مثل تونس ولبنان.. لكن الأمر يختلف لأن إيران تملك قوة عسكرية يعتد بها الآن.

 


وإذا كانت أمريكا نجحت من قبل في تحجيم الرد العسكري الإيراني على ضربة عسكرية لها فإنها قد لا تقدر على تكرار ذلك مرة أخرى.. باختصار إننا إزاء تدهور خطير في أمن المنطقة كلها صنعه تهور إسرائيلي وخرق أمني إيراني خطير! 

الجريدة الرسمية