رئيس التحرير
عصام كامل

وعود مدبولي.. هل تتحقق؟!

 حسنًا فعل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى حين أعلن عن عقد جلسة حوارية شهرية مع الإعلاميين والكتاب ورؤساء التحرير على الهواء للإجابة عن الأسئلة بمنتهى الشفافية.. وأرجو أن يجتهد لتطبيق هذا الكلام على أرض الواقع وأن يستمر ذلك دون انقطاع.. 

وأن يلزم الوزراء بأن يحذوا حذوه متى فعل هو ذلك، وأن يظهروا في وسائل الإعلام لإعلان الأرقام والحقائق للمواطنين بشفافية، وأن يردوا على اتصالات الصحفيين ويجيبوا عن أسئلتهم وأن يتحرروا من فكرة بث بيانات ثابتة في توقيت واحد لكل الصحف ووسائل الإعلام؛ فذلك لا يلبي حاجة الرأي العام وحقه في معرفة ما يدور حوله وما يجرى في بلده أولا بأول.. بل يقتل التنافس والسبق الصحفي والإبداع في أداء الرسالة الإعلامية.


الدكتور مصطفى مدبولى تكلم في كل شيء وصارحنا بخسارة قناة السويس نحو 550 مليون دولار شهريا، نتيجة الاضطرابات التى تشهدها المنطقة، والتي اعتبرها صدمات خارجية تؤثر علينا وتضطرنا كدولة للتعامل معها.. وهذا صحيح لكنه لم يقل لنا: هل كل ما تعانيه مصر الآن هو نتاج تلك المتغيرات الدولية.. ومتى تختفي أزمة الدواء والارتفاع المستمر في سعره ونواقص الأدوية التى لا يحتمل المرضى غيابها يوما واحدا مهما تكن الأسباب؛ فالحق في الصحة والعلاج من أبجديات التزام أي حكومة تجاه شعبها.


 رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، بشرنا مرة أخرى أن عام 2024 – 2025، سيكون عام التعافي للاقتصاد المصرى والعودة إلى التعافي الحقيقى قبل الأزمات الكبيرة، ولم يقل لنا مدبولى كيف سيحدث ذلك.. وما الذي تغير.. هل سيتضاعف الإنتاج ويزيد التصدير وتتدفق العملات الصعبة وخصوصًا الدولار الذي أنهك عملتنا المحلية وأضعف القوة الشرائية للمواطن الذي صبر وصبر مرات ومرات وتحمل فاتورة الإصلاح تارة، وفاتورة التعويم تارة أخرى..

لكن غدًا لناظره قريب كما يقولون ولا بأس من الصبر مرة أخرى، فالصبر مفتاح الفرج أيضًا كما يقول تراثنا الشعبي.. وعام ٢٠٢٥ ليس عنا ببعيد!


رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي تحدث عن النمو الاقتصادي الذي وصل إلى 6% واقترب من 7% حتى فى وقت كورونا، مؤكدا أن مصر لا تزال واحدة من كبرى الاقتصاديات ليس في  المنطقة وحدها بل على مستوى العالم.. والسؤال: كيف سيشعر المواطن بارتفاع معدلات النمو.. ولماذا لا يزال هذا المواطن الأقل  في مستويات الدخل على مستوى العالم.. بينما تسبقنا دول مثل لبنان وفلسطين وغيرهما في تلك القائمة التي نقبع في خانة متدنية جدًا فيها؟!

 
دعوة الدكتور مصطفى مدبولى لوسائل الإعلام للتوازن فى عرض وجهات النظر، وإتاحة وجهة نظر الحكومة، مثل عرض التوجهات الأخرى ليتمكن المواطن من سماع كل الآراء.. والسؤال: ألا يكفى مدبولى كل هذا العدد من الصحف والقنوات التي تتبنى وجهة نظر الحكومة وتدافع عنها؟! 

 ويبقى أن الإنجازات وما يشعر به المواطن من تحسن في حياته اليومية هو أصدق البيانات والمعلومات وأكثرها تأثيرا، والتي لا يرتضي بغيرها بديلًا في مواجهة الأكاذيب والشائعات التي لن تسقط إلا إذا شعر المواطن بأن الحكومة تراقب الأسعار وتحمي الناس من جشع التجار، ولا تتركهم نهبًا لهم ولأطماعهم التى لا تشبع.. صدقوني إن عملًا واحدًا تتقرب به الحكومة للمواطن أصدق من ألف بل ملايين الكلمات!

الجريدة الرسمية