رئيس التحرير
عصام كامل

10 أسئلة حرجة عن عبد الناصر!

انفعل صديقي وخرج عن هدوئه وقال: كفاية بقي مؤسسات وشركات ومصانع بنيت في الستينيات.. خلاص عرفنا يا سيدي.. لكن خلينا في النتيجة، خاصة في الكوارث التي تسبب فيها عبد الناصر..
قلت: الكوارث اللي عملها أم الكوارث اللي في ذهنك؟


قال: اللي عملها هي اللي في ذهني.. فإيه بقي تقديس لبشر!
قلت: هو مش هتتوقفوا عن هذا الإرهاب؟ هو أي حد يدافع عن قائد ثورة بلاده ومحررها من الاستعمار، ومؤسس نظامها الجمهوري ومسترد ممتلكاتها مثل قناة السويس، وباني سدها العالي يبقي بيقدس البشر؟ 

مدحكم لعصر الاحتلال حلال.. ومدحنا لناصر عبادة لأفراد واستغراق في الماضي؟ ألم أقل لك في التليفون إنه قد صابتك عدوي التأخون اللا إرادي؟! علي كل حال سأتركك وانصرف.


قال: لا.. لا قبل أن تجاوب علي باقي أسئلتي!                                                         

قلت: تفضل ولكن سريعا.. وسأجيب بسعة واختصار 
 

قال: اتفقنا.. هل ظلم ناصر محمد نجيب؟
 قلت: السؤال نفسه كاذب.. أزمة نجيب كانت مع مجلس قيادة الثورة كله، بل في أغلب الأحيان كان ناصر يحميه من رغبة البعض في التشدد البالغ معه.. والقصة كلها أن الضباط الأحرار لم يخرجوا ليلة 23 إلا للتغيير.. والتغيير الشامل يعني الثورة الحقيقية.. هو كان يفتقد هذه الروح الثورية بخلاف الضباط الشبان..

لذلك تجده يتحفظ علي اجراءات كثيرة منها الإصلاح الزراعي وانتهت بكارثة تحالفه مع الإخوان.. وكلها بالدليل والشهود.. والحجة الديمقراطية.. والديمقراطية في هذا الوقت تهريج.. فلا البرلمان وأغلبيته إقطاع سيوافق بالديمقراطية علي الإصلاح الزراعي، ولا بغالبيته الرأسمالية سيوافق علي حقوق البسطاء والعمال.. والسؤال: لماذا قاموا بالثورة إذن؟ هل كانت رحلة سياسية؟! هذا تهريج وظفته جماعة الإخوان وإعلام السبعينيات بشكل سئ وإجرامي! 


قال: هل قتل ناصر الآلاف من الإخوان؟!
قلت: جماعة شديدة التنظيم مثلهم لا يستطيعون طوال ستة عقود حصر هؤلاء القتلي؟! كل من أعدم 7 وهو العدد الأقل مع كل حكام مصر.. ومع ذلك لا يرون خصما لهم غيره والرئيس السيسي الآن.. فأين هم الآلاف ؟! من هم؟! أين دعاوى التعويض؟!

 

 
قال: هل أهان عبد الناصر أسر الإقطاعيين والأمراء في لجان المصادرة؟! 
قلت: راجع كتاب اللواء محمود الجوهري وكان مشرفا علي هذه اللجان.. الكتاب عنوانه "7 سنوات في مجلس قيادة الثورة" يقصد مهمته المذكورة.. وأصدره عام 1977 في عز أشد الحملات علي عبد الناصر ولم يخف.. 

ولم يجار الموجة واختصارا قال إن عبد الناصر أوصاه بحسن معاملة هذه الأسر.. مؤكدا إنهم ضد طبقة وليس ضد أفراد، وعليه أن يراعي البعد النفسي.. وكانت الأوامر مشددة بترك مجوهرات الاستخدام الشخصي ومصادرة الزائد.. ترك سيارة وبيت لكل واحد ومصادرة الزائد.. لو أحدهم له شقة في مصيف يتركونها له.. تلك كانت التعليمات!
قال: هل سرق الضباط الأحرار مجوهرات أسرة محمد علي ؟!
غدا نكمل..

الجريدة الرسمية