رئيس التحرير
عصام كامل

لا دواء ولا فاكهة.. ثم بنزين مشتعل!

نعرف طبيعة الشعور الإنساني فور تقلد أي مسئول منصبا جديدا، أو منصبا اعلى مما كان فيه، هو شعور قوى بالتحقق، وشعور بالحماس مع الفرحة، مع نوبة كرم فى التصريحات، وكما قلنا فهذا أمر بشرى محض، نعيشه نحن حتى البشر العاديون.


فور إعلان التشكيل الوزاري الجديد، وترقية وزيرين من أنشط وزراء الحكومة السابقة إلى منصب نائب رئيس الوزراء، انطلق الوزير كامل الوزير الذي أسندت إليه الصناعة بجانب النقل والمواصلات وصارت مهمته التنمية الصناعية، وتحرك الرجل سريعا وذهب إلي بيت الداء ليقابل المواطنين والمسئولين في هيئة تراخيص المصانع وهناك رأي ما استفزه.. 


على الجانب الآخر، انطلق الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، ونائب رئيس الحكومة، ووعد بحل مشكلة تهدد صحة ملايين المصريين، وهي نقص الأدوية في السوق، وقال إن النقص سيسد بعد خمسة عشر يوما.. وفاتت الخمسة عشر يوما، وقبل أيام خرجت تصريحات جديدة من هيئة الدواء، وشعبة الأدوية، تقول أن أزمة نقص الأدوية سوف تجد الحل خلال شهر، والبعض قال شهرين.. 


بطبيعة الحال، فإن فوضى التصريحات. تربك المواطن المريض، وتطلق جماح السوق السوداء للأدوية الناقصة، وبخاصة أدوية الأورام، وليس جديدا القول أن كثيرا من عيادات الأطباء صارت للكشف وبيع الدواء، أي أن الدكتور هو طبيب عند معاينة المريض وفحصه وكتابة الروشتة، وفي الوقت نفسه صار بياع أدوية أو تاجرا، لأنه في النهاية ليس صيدليا.. 

وربما يرى المريض في ذلك فائدة له، لكن ما يحدث هو عدوان علي حق الصيدلي المتخصص، كما أن الدكاترة باعة الأدوية يتحكمون في السعر، ويضطر مرضى الأورام والضغط والسكر للخضوع.


الدواء ليس لقمة أو طقة يمكن الصبر عليها، لأنه الشفاء أو التسكين أو التعايش مع المرض او المعاناة حتى الموت، وأن يسترخي مسئول الصحة في فك الأزمة، ويتحدث عن أسابيع. وشهر وشهرين، فإن هذا الوقت هو قرن من الألم والعذاب بالنسبة لمريض يتوجع، ويتفشى فيه الموت.

 


لقد رفعتم سعر البنزين 15%، ورفعتم سعر أدوية الضغط، وهبطتم بالطبقة الوسطى إلى الحضيض.. شكرا لكم. نحن نهان بقوة. بنزين غالى ودواء ناقص، وقلة أدب في الشوارع، وغياب كامل للحكومة لضبط السوق، وأسعار على الفضائيات رخيصة، وعند التجار صادمة! كيلو التين أربعون جنيها. كيلو المانجو في أرخص أنواعها 35، والعنب أربعون.. والبطيخة مائة جنيه في أرخص احوالها.. 
ما هذا الجنون؟ ما هذا الجنون؟

الجريدة الرسمية