رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل في المشهد الانتخابي الأمريكي

لا جو بايدن أفضل من دونالد ترامب ولا الأخير أفضل من الأول، ذلك بصفة خاصة بالنسبة لنا، وبصفة عامة بالنسبة للعالم، فكلاهما على رأس دولة متسلطة بقوتها، كاذبة بتصريحات مسئوليها من أكبر رأس إلى أصغر مسئول.. 

عدا بعض موظفى الخارجية الذين رفضت ضمائرهم التى لم تمت بعد إستمرار بلينكن في الإدلاء بأكاذيب عن قرب وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات والتقدم نحو مسار دائم للسلام، بينما دولته تمد النازية الاسرائيلية بأطنان من القنابل لحرق خيام النازحين عدة مرات في مساحة تزيد قليلا عن الستين كيلو مترا!
 

يتسابق العجوزان العليلان، نحو حكم العالم ونشر الشر والخراب، بالوصول إلى البيت الأبيض، وهما في سن تجاوزت الثمانين وتقترب من الثمانين، مصابان، أحدهما ليس فقط في أذنه بل في توازنه النفسي، والأخر مصاب باعتلال في الذاكرة، وفي التوازن. 
 

لكن الفيروس الرئيسي الذي يجمع بينهما هو الهوس باسرائيل. ولأن أمريكا دولة نهضت على اغتصاب أراضي السكان الاصليين، ومارست أبشع أنواع القتل، فهى ترى طبيعيا ما تفعله إسرائيل بالسكان الوطنيين في فلسطين، وكل ما تقوله الإدارة الأمريكية عن حل الدولتين هو أكاذيب محققة، ثبت أنها كذلك منذ باعوا لنا الوهم أيام جورج بوش الإبن للمشاركة في ضرب العراق وتدميره!


ويتتبع العالم تصريحات الرجلين، ترامب جامح كالعادة أنقذه القدر بأعجوبة ملليمترين ابتعدت فيهما الرصاصة عن مخة لتخرق أذنه من أعلى، وهو يعلن قدرته علي تحقيق السلام من خلال القوة، وهذا مفهوم واسع، لكنه مبنى على فرض الأمر الواقع، فلا يختلف في ذلك عن بايدن.. 

وهو يقول أنه سينهي حرب اوكرانيا وحرب غزة بمكالمة تليفونية، ونقول أن هذا كلام ما قبل النوم أو الفوز، أما بعد الفوز، فاسرائيل قوة مطلقة مضاعفة التسليح متسلطة على كل المنطقة، مع استمرار ابتزاز أنظمة عربية للتطبيع بدعوى أن المظلة الأمريكية هى سبب وسر بقاء العروش.. وهو لم يخف ذلك يوما بل أعلنه على الملأ وحصل علي مليارات إتاوة من دول خليجية!


أما بايدن فعين في الجنة وعين في النار، وهو يعلم ضعفه، وأسرته تعلم ضعفه وهذيانه، وكلما اقترب من الخضوع لضغوط فريقه الحزبي الديمقراطي بأن ينسحب من السباق، تراجع، وبث فيهم أنه قادر علي هزيمة ترامب وهو وحده من سيفعل!


وهناك تقديرات بأنه يؤجل الإعلان عن الانسحاب من السباق الرئاسي حتى يكون لقاؤه مع نتنياهو بعد غد الثلاثاء فعالا، فلا يلقاه وهو شبه رئيس، وهو يطمح في إعلان صفقة التبادل أثناء زيارة مجرم الحرب النازي للعاصمة واشنطن وإلقاء خطاب له أمام كونجرس منقسم.

 


ونعتقد أن بايدن سيوكل الأمر كله فيما بعد إلى نائبته كاميلا هاريس، التى يراها نشيطة وقوية، هي بديل جيد يمكن خوض السباق.. وإذا نجحت، وهو صعب تصوره، فستكون أول رئيسة للولايات المتحدة..

وسواء ترشحت هي أو استمر بايدن مرشحا للحزب، فإن إلحاق الهزيمة بترامب بعد محاولة اغتياله صارت عملية غاية في الصعوبة، فالشعبويون ضجوا من الروبوت المختل في البيت الأبيض.. وكذلك العالم!
ونتابع

الجريدة الرسمية