رئيس التحرير
عصام كامل

الإمام أحمد الطيب

بعد أيام من إعلان الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر ذهبت ألتقيه في مكتبه، لمتابعة أمر بپن دار الهلال التى كنت رئيسا لها وجامعة الأزهر التى كان يرأسها.. كنت وقتها قد كتبت مقالا في مجلة المصور أعرب فيه عن رغبتى في التحلل من أية مسئوليات إدارية والتفرغ للمتابعة التى أهواهها منذ الطفولة.. 

وفوجئت بالإمام يناقشني في المقال، ويعرب لى عن رغبته هو الآخر في التحلل من المهام الرسمية.. ولذلك عندما قرأت أخيرا أن الدكتور الطيب يتمنى أن يتفرغ لتعليم الفتيات الصغيرات القرآن الكريم تأكدت من عمق رغبته هذه.

 
ومن يعرف الدكتور الطيب عن قرب يعرف أنه رجل بسيط جدا ومتواضع للغاية، وقد أتيح لى أن أعرفه عن قرب بحكم قرب السكن في مصرالجديدة معا لسنوات طويلة، قبل أن يترك سكنه هذا بعد اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات بناء على نصيحة الأمن.. 

 

كان يصلى معنا في زاوية صغيرة صلاة الجمعة كأى مواطن عادى.. وكان يتريض مع الفاضلة زوجته حول سُوَر الكلية الحربية القريبة من سكنه، مثل العديد من سكان المنطقة، بلا حراسة أو مرافقين من المساعدين.. وأتيح لى أيضا أن أزوره في مسكنه بالقرنة بالأقصر في رفقة الدكتور القس  أندريا زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بالبلاد، وتابعت كيف يعامل أخاه الأكبر باحترام بالغ وهو الإمام الأكبر.

 
وعندما ترك الإمام الأكبر حفل تنصيب مرسى فقد كان يحترم الأزهر ومقام أمامه الأكبر، رغم أنه كان يعرف أنهم يريدون إبعاده عن مشيخة الأزهر، وتنصيب القرضاوى شيخا للأزهر.. ونحن نرى كيف يستقبل الإمام الأكبر في الخارج خلال زيارته لبعض الدول الإسلامية.

 


وهو مع بساطته وتواضعه رجل مثقف جدا وقارئ جيد لأمهات الكتب وكبار الكتاب والمفكرين، ودرس في فرنسا، وهو أيضا متفتح جدا ومع تطوير الخطاب الدينى بقوة.. وحسنا فعل وزير الأوقاف الجديد بزيارته مع وفد من معاونيه..

الجريدة الرسمية