رئيس التحرير
عصام كامل

دماء ترامب ترشحه للفوز!

تعرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمحاولة اغتيال فاشلة في الساعة السادسة وثلاثة عشر دقيقة بتوقيت الولايات المتحدة، بعد منتصف الليل عندنا بساعات. كان ترامب يصول ويجول أمام حشد انتخابى من مناصريه في مقاطعة بتلر بولاية بنسلفانيا، وكان يخطب في جماهيره من وراء منصة طولية، ومن خلفه ومن أمامه، كما تبين فيما بعد، رجال الخدمة السرية، وتابعون له أشداء..

 

وبينما ارتفعت نبرته كالعادة ينعى حال البلاد تحت حكم بايدن، كان الشاب توماس ماثيو كروكي- عشرون عاما- يسدد بندقيته من مبنى مرتفع يبعد بضعة مئات من الأمتار، وانطلقت الرصاصات. الثمانية، وأدرك ترامب بسرعة رهيبة أن الرصاص يستهدفه، وبالفعل اخترقت رصاصة الجزء الاعلى من أذنه اليمنى، وفي ثوان هوى ترامب ونزل محتميا بالحاجز الذي كان يتكلم من ورائه..

 

هرول الأمن والأنصار يحمونه، ونزفت أذنه دماء غزيرة، ويلفت النظر في المشهد الدرامي الدموى سرعة البديهة والقدرة الادراكية العالية لرجل يقترب من الثمانين، تصرف بسرعة البرق وحمى نفسه، والجمهور الأمريكي يقارن هذا التصرف بقدرات بايدن الادراكية البطيئة المتأخرة.


تعاملت قوى الأمن مع مطلق الرصاص فأردته قتيلا، وكان شخص من الجمهور قتل وأصيب آخران وهما في حالة حرجة.. ما يلفت النظر أن مطلق الرصاص مسجل لدي الحزب الجمهوري، أي من مناصرى ترامب، فلماذا حاول اغتيال مرشحه المحتمل؟ وهل هناك مؤامرة، وهل تلقي تعليمات من خلية سرية؟ لاتزال التحقيقات جارية. 


يعزو المحللون سبب محاولة الاغتيال إلى بايدن وفريق حملته الانتخابية، فالفكرة الرئيسية للحملة تنهض علي شيطنة ترامب، وأنه دكتاتور عدو للديمقراطية وفضائحى، وعدو للمهاجرين والمتجنسين وللنساء، وتخرج محطات التليفزيون باعلانات كل ربع ساعة تبث الكراهية والتحريض ضد ترامب. من أجل هذا يرى ترامب أن بايدن وحزبه وحملته وراء محاولة قتله. 


القتل ومحاولات القتل سجل مستمر في حياة الرؤساء الأمريكيين، بدءا من ابراهام لينكولن مرورا بجارفيلد، وفي الستينيات اغتالوا الرئيس الديمقراطي جون كينيدي، ولا يعرف احد من اغتاله حتى الأن، وأخر محاولة اغتيال كانت للرئيس الجمهوري رونالد ريجان، حاول قتله شاب عاشق للنجمة جودي فوستر أراد أن يلفت نظرها!

 

هناك، في المشهد الانتخابى الحالي، حالة استقطاب حادة للغاية، ويمكن القول أن هناك أمتين، لا أمة أمريكية واحدة، فالشعبويون هم أمة ترامب، ونخبة واشنطن السياسية العريقة العتيقة هم أمة بايدن الذي يريدون خلعه بالتراضي حتى لا يفوز ترامب بالسباق. 


كلا الرجلين لم يحصل بعد على الترشح النهائي من الحزبين، ترامب يحصل عليه خلال ايام، وبايدن في أغسطس.. ارتفعت أسهم ترامب فور اصابته وفرص فوزه بالبيت الأبيض بلغت 69%. وهذا ما يريده بشده مسعور اسرائيل نتنياهو. 

 


ويتفرج العالم على دولة عظمى ظالمة متجبرة، يقودها معتلان، كلاهما عدو للعرب والسلام في العالم، وكلاهما عشيق لإسرائيل، وكلاهما نذير شؤم على البشرية.. نجا شيطان، وبارك نجاته شيطان.. آخر. ألا يوجد انسان بضمير في أمريكا؟

الجريدة الرسمية