رئيس التحرير
عصام كامل

كما كان مع يعقوب

"وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ" (تكوين 28: 15). يا لها من كلمات مُعزية وقوية! في هذا الوعد، يعبر الله عن أمانته وحبه الذي لا يتغير نحو يعقوب. 

مهما كانت الظروف صعبة ومهما كانت التحديات كبيرة، فإن وعد الله يبقى ثابتًا وراسخًا. هذا الوعد ليس ليعقوب فقط، بل لكل من يؤمن بالله ويثق في كلمته. الله أمين في وعوده، ولا يترك أحدًا من ولاده المخلصين له.

 

نقرأ أيضًا في الكتاب المقدس: "أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا" (1 تسالونيكي 5: 24). الله الذي دعاك هو أمين، وسيكمل العمل الذي بدأه فيك. لا يُشَك في وعوده، فهو لا يتغير ولا يخيب أبدًا ولا يغيب أيضًا، بل يتدخل دائمًا في اللحظة المضبوطة.

 

وعندما نجد أنفسنا في وسط الأزمات والتحديات، قد نشعر بالوحدة والعزلة. الناس من حولنا قد لا يفهمون معاناتنا، وقد لا يكونون قادرين على مساعدتنا. ولكن لا ينبغي لنا أن نرتبك أو نقلق، لأن الله معنا في كل وقت وكل حين.

 

يقول الكتاب المقدس في إشعياء 41: 10 عن وعد آخر مهم وهو: "لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ". إن كان الله معنا، فمن علينا؟ فهو القادر على كل شيء، وهو الذي يعرف احتياجاتنا ويرى آلامنا. عندما نثق في الله ونلقي كل همومنا عليه، نجد السلام والراحة.

 

في مزمور 46: 1، يقول الكتاب: "اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا". الله هو ملجأنا وقوتنا، هو الحصن الذي نلجأ إليه في أوقات الضيق. فلنتذكر دائمًا أن الله هو عوننا في كل أزمة.

 

"لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ" (عبرانيين 13: 5). هذا الوعد الرائع يذكرنا أن الله معنا دائمًا، وهو لا يتركنا أبدًا. إذا وعد الله، فلنطمئن، لأن وعده لا يتغير ولا يخيب، بل يكمل كل ما قاله لنا وفي موقف يكون أمينًا علينا ويهتم بنا فعلًا.

 

في مزمور 55: 22، نقرأ: "أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ". عندما نلقي همومنا على الله، نجد أنه يعولنا ويعتني بنا. فلا نخاف ولا نرتبك، لأن الله هو الذي يقود خطواتنا ويهتم بكل تفاصيل حياتنا.

 

 

لذلك عندما نثق في وعود الله، نجد السلام الحقيقي والطمأنينة. في كل موقف، في كل أزمة، لنثق في الله ونطمئن، لأن وعوده ثابتة وأمينة منذ الأزل وإلى انقضاء الدهر، كل ما عليك أن تثق فيه يا عزيزي.
للمتابعة على صفحة الفيس بوك: @DR.PAULAW

الجريدة الرسمية