النقيب والبطاطس!
من حق السيد نقيب الفلاحين أن يدافع عن مصالح أعضاء نقابته التي لا تضم سوى بعض فلاحي مصر.. ولذلك لم نتوقف كثيرا أمام رفضه المطلب الخاص بوقف تصدير البطاطس للخارج لمواجهة ارتفاع أسعارها مؤخرا.. فان النقابات العمالية والمهنية، اخترعت وتأسست للدفاع عن مصالح أعضاءها حتى ولو تعارضت هذه المصالح مع مصلحة جموع الناس الذين ليسوا أعضاء في هذه النقابات!
لكنني توقفت أمام الطريقة والأسلوب الذى يدافع به نقيب الفلاحين عن استمرار تصدير البطاطس الذى يحقق له ولأعضاء نقابته أرباحا أكبر من الأرباح التي يحققها ببعضهم لها في السوق المصري.. فقد استنكر السيد النقيب أن الناس في مصر يريدون كل شيء رخيصا! وكان هذا عيب فيهم! ولكن الناس خارج مصر لا يبحثون عن الأرخص دوما وطوال الوقت!
يا سيدي إن أول درس في علم الاقتصاد تعلمته من أستاذنا الدكتور زكى شافع، في منتصف الستينات من القرن الماضي أن الإنسان يريد دوما أكبر منفعة ممكنة بأقل ثمن ممكن! ولذلك لا يصح أو يستقيم أن يتطلع المستهلكين للحصول على بطاطس غير رخيصة أو فلنقل غالية الثمن.
ثم.. أين هو الرخيص في أسواقنا الآن، خاصة من السلع الغذائية.. ألم تسمع يا سيدي رئيس الوزراء وهو يبشرنا بانخفاض التضخم للشهر الثالث على التوالي يقول إن معدله مازال كبيرا بالنسبة للمستهدف ولم يصل إلى رقم آحادي، أي أقل من عشرة في المائة!
لقد كنّا نتمنى على السادة المسئولين ألا يستفزوا الناس بكلامهم ويبدو أننا أمنيتنا تتسع لتشمل كلام النقباء مسئولي المجتمع المدني أيضا!