رئيس التحرير
عصام كامل

25 ساعة بين السماء والأرض!

عشت بالصدفة تجربة مثيرة قضيت خلالها حوالي خمس وعشرين ساعة محتجزا داخل طائرتين متتابعتين، الأولي وهي تابعة لشركة مصر للطيران وعشت فيها ما يقرب من إثني عشر ساعة متواصلة، هي إجمالي مسافة الطيران بين مطارالقاهرة ومطار تورنتو بكندا أحد أكبر المدن الكندية..

 

أما الثانية فكانت تابعة ل شركة طيران إير كندا، وقضيت بداخلها ما يقرب من سبع ساعات متواصلة منها ساعتين ونصف الساعة كنت محتجزا خلالها مع باقي الركاب داخل الطائرة وهي متوقفة علي الأرض في مطار تورنتو، حيث أعلمنا قائدها عبر الإذاعة الداخلية للطائرة بعدما مر أكثر من نصف الوقت علي موعد الإقلاع ولم تتحرك الطائرة، أن خللا فنيا في جهازتكييف الهواء الخاص بالطائرة جاري إصلاحه.. 

 

وتكررت اعتذارات كابتن الطائرة أكثر من مرة، وتبريراته لتأخرعملية إصلاح العطل، وحيال ارتفاع درجة الحرارة داخل الطائرة بات الجو خانقا وبشدة، ما دعا كابتن الطائرة إلي الإعلان عن أنه وجه طاقم الطائرة بفتح الأبواب لتجديد الهواء داخل الطائرة وقال مبشرا الركاب بأن طاقم الطائرة سيقدم المياه المثلجة للركاب!


وبعد أكثر من ساعتين ونصف الساعة تكررت خلالها الوعود الكاذبة بإنتهاء إصلاح الخلل، جاء النداء المنتظر من كابتن الطائرة للركاب وللطاقم بالاستعداد للاقلاع!


القصد من حكاية كل هذا التفاصيل المثيرة للأعصاب، هو التأكيد أولا علي أننا نجلد الذات كثيرا ونستسهل دوما التحميل والتحفيل والهجوم علي شركتنا الوطنية مصر للطيران حيال أي خطأ أو تقصير قد يحدث دون قصد من هنا أو هناك.. 

 

وأود كذلك أن أقارن بين التأجيل الاضطراري لإقلاع الطائرة بين مصر للطيران وإير كندا! فقبل موعد السفر بأيام قليلة تلقينا بريدا الكترونيا يفيد بتغيير موعد الإقلاع لمدة ثلاث ساعات تقريبا، وتم تضمين الإيميل اعتذارا مهذبا، وعند التوجه للمطار في الموعد المحدد تم إنهاء الإجراءات لكافة الركاب في سهولة ويسر وبلا أية عقبات، علي الرغم من أن الوقت كان عند الثالثة فجرا والاقلاع كان محددا له السادسة والنصف صباحا وهو ما تم في موعده بالتمام والكمال.


الأمرالمهم كذلك، أنه وخلال الرحلة التي استمرت ما يقرب من إثني عشر ساعة متواصلة، إتسم أداء طاقم الضيافة بكامل أفراده بالرقة والود والاحترافية، بذات القدرة كان أداء كابتن الطائرة ومساعدوه.
وعلي العكس تماما وفي كل شيئ، كان أداء شركة إير كندا من كل النواحي سواء مسئولي الخدمات الجوية والارضية في مطار تورنتو، أو أفراد طاقمي الضيافة والقيادة.. 

منتهي الإهمال وعدم الاهتمام بالركاب ودون مراعاة لإمكانية تضرر الركاب كبار السن أو ذوي الاحتياجات المرضية الخاصة جراء إحتجاز الركاب داخل كابينة الطائرة بينما جهاز تكييف الهواء داخلها مختلا، بالمناسبة الطائرة كانت مملؤة عن آخرها بالركاب، وحيال هذا الوضع الخانق إتسم أداء طاقم الضيافة بالعصبية والإهمال وعدم التعاون مع الركاب لتسهيل الوضع عليهم.


الأمر اللافت وربما المثير جدا بالنسبة لي علي الأقل، هو رد فعل غالبية ركاب الطائرة وغالبيتهم كانوا من حاملي الجنسية الكندية، الحقيقة لم يتبرم أحدا منهم مما جري، ولم يحتج أو يشكو أي منهم مما جري، بل كانوا يتبادلون القفشات والابتسامات، ودون ترصد مني كنت اظن أنهم يتسامرون في أمور شتي ليس من بينها الوضع السيئ الذي فرض علينا في الطائرة، وهذا الامر سجلته وأؤكد عليه وعلي ضرورة ألا نقسو علي احوالنا والجهات التابعة لمصر عندما يقع حدث هنا أو هناك.


فاتني التنويه والتأكيد والاشادة بأداء موظفي مصر للطيران بداية عن المسئولين عن وزن الحقائب وإصدار بطاقات الصعود أو ترتيب عمليات إنتظار الركاب قبل صعود الطائرة مباشرة، وأؤكد أن هناك فارق كبير يحسب لهم في مواجهة أقرانهم بشركة طيران اير كنده.

 


الأمر المهم أيضا.. هو الإجراءات الأمنية الدقيقة التي تم اتباعها في مطار القاهرة، فلم تقل أبدا في جودتها ودقتها عما يتخذ من إجراءات أمنية بمطار تورنتو رغم الفارق في التقنيات التكنولوجية.
وللحديث بقية عن الرحلة إلي المدينة الكندية الضخمة فانكوفر المترامية الأطراف المواجهة للساحل الأمريكي.

الجريدة الرسمية