رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة طلاب طب روسيا!

هل يعقل أن يخرج مسئول بالدولة المصرية عن توجيهات القيادة السياسية، ليس هذا فحسب، بل يعلن وبكل وضوح أن من لا يعجبه كلامه عليه أن يذهب للقيادة السياسية لتحل له مشكلته؟! 

نعم هناك مسئول في الدولة المصرية اسمه الدكتورعمرو نديم ويشغل منصب عميد كلية الطب بجامعة 6 أكتوبر، يرفض الالتزام بتنفيذ توجيهات القيادة السياسية التي صدرت قبل ما يزيد على العامين في أعقاب اشتعال الحروب في كل من روسيا وأوكرانيا والسودان، بعودة الطلاب المصريين المقيدين بعدد من الجامعات بتلك الدول، حفاظا على حياتهم وسلامتهم، وأن يتم احتواؤهم بالجامعات المصرية حرصا على مستقبلهم التعليمي.


ليس هذا فحسب، لقد أعلن عميد كلية طب 6 أكتوبر أمام الطلاب العائدين أنه في جامعته أو في كلية الطب التي يتولى عمادتها لم يكن يرغب في استقبال أي من أولئك الطلاب، ولا يريد استمرار أي منهم في الكلية!
 

الحقيقة وقبل أن نعرض للمأساة التي يعيشها ما يقرب من مائتي طالب وطالبة، الذين التقوا كثيرا بعميد كلية طب جامعة 6 أكتوبر لتصعيد مشكلتهم والبحث عن حل منصف ولكن دون جدوي، نؤكد أن تعنت الدكتور عمرو نديم مسجل وموثق بصوته ولدينا نسخة منه يكشف فيها عن موقفه غير المتعاون مع الطلاب!


توجيهات القيادة السياسية المصرية التي صدرت في أعقاب اشتعال الحروب في كل من روسيا وأوكرانيا والسودان، قبل ما يقرب من عامين، كانت بمثابة  النافذة التي أعادت الأمل لقلوب الآف الأسر المصرية خوفا ورعبا علي أولادهم من ويلات الحروب التي إشتعلت في أماكن دراستهم في الخارج، وكذلك خوفا على مستقبلهم الدراسي أيضا. 

 

وشدد قرار القيادة السياسية علي قبول كافة الطلاب سواء من كان لديه أوراق ثبوتية من الجامعة التى كان مقيد بها بالخارج، أو من لم يستطع استخراج أوراق ثبوتيه، ويمكن الاستدلال علي أماكن قيدهم والدراسات التي حصلوا عليها بأية سبل أخري.


حينها أصدرت الجهات التنفيذية ترجمة أو توضيحا لتوجيهات القيادة السياسية بحيث يتم عمل مقاصة بين المحتوي العلمى الذي درسه بالفعل الطلاب الذين يحملون أوراقا ثبوتية، وبين المقررات العلمية في الصفوف الدراسية بالكليات المصرية وخاصة كليات الطب.
 

وتم قيد الطلاب العائدين بالفرقة الثانية بعدد من كليات الطب بالجامعات الخاصة ومنها كلية الطب جامعة 6 أكتوبر، وأعلن المجلس الأعلى للجامعات الخاصة قراره بأنه يحق للطالب دراسة 22 ساعة خلال فترة الصيف لتعويض الفارق في الساعات العلمية بين البرامج الدراسية بمصر وتلك الدول التي كان يدرس، وبما لا يعيق انتقالهم للسنوات الأعلي طالما حققوا النجاح في دروسهم الجديدة أو المواد التعويضية.


كل الجامعات التي استقبلت الطالب العائدين وفق هذه القواعد إلا كلية الطب جامعة 6 أكتوبر التى قررت عجبا!
قررت خفض عدد ساعات الدراسة المتاحة خلال فترة الصيف من 22 ساعة إلى 9 ساعات فقط، وألا يتم تجاوز السنة الثانية للناجحين في كل هذه الساعات إلا بعد الإنتهاء من دراسة الساعات العلمية الإضافية، وبهذا القرار سيظل طلاب الفرقة الثانية مجبرين على البقاء في السنة الثانية فترة تترواح من عامين إلي ثلاثة أعوام، ينتقلوا بعدها للسنة الثالثة!
 

وتضمن قرار جامعة 6 أكتوبر ضرورة سداد كل طالب من أولئك نصف قيمة المصروفات الدراسية ( حوالي 80 ألف جنيه) سنويا لحين تجاوز الساعات العلمية خلال إجازات الصيف، بالإضافة إلي أربعة الاف جنيه عن كل ساعة علمية!
 

حاول الطلاب -العائدين من روسيا وأوكرانيا والسودان والمقيدين بالسنة الثانية- عرض مشكلتهم علي إدارة الكلية والجامعة ولكن دون جدوي، إضافة إلي مواجهة مواقف محرجة من عميد الكلية الذي ربما نسي أنه أب قبل أن يكون عميدا للكلية!


كذلك حاول الطلاب التصعيد لإدارة الجامعة فكان المبرر أن المجلس الأعلي للجامعات الخاصة هو صاحب هذه القرارات، فذهب الطلاب وأولياء أمورهم إلي المجلس الأعلي للجامعات ليجدوا الرد الصادم، وهو أن هذا شأن داخلي ولكل جامعة تنفذ ما تراه بحق طلابها!

 


وحيال هذه المأساة، وإغلاق كافة الأبواب في وجوه طلبة كلية الطب جامعة 6 أكتوبر فهم يناشدون القيادة السياسية دعمهم مرة أخري، بتيسير عمليات قيدهم ودراساتهم أو بالتوجيه بالسماح لهم بالعودة للجامعات التي أتوا منها لاستكمال دراساتهم.

الجريدة الرسمية