رئيس التحرير
عصام كامل

تأملات في المزمور الأول (2)

نكمل في السطور التالية المحاور الهامة التى تُشكل أساس حياة المؤمن الحقيقي كما وردت في المزمور الأول الذي يعطينا دروسًا ثمينة عن كيفية العيش بحسب مشيئة الرب وتجنب مغريات العالم..

الرب يبارك خطواته عندما يحيا معه

"فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، التي تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح" (مزمور 1: 3).

الحياة مع الرب تمنح المؤمن بركات لا تُعد ولا تُحصى. كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، يثمر المؤمن في كل عمل يقوم به. النجاح الحقيقي يأتي من الله عندما نحيا معه بصدق وإخلاص. يبارك الرب خطوات المؤمن ويقوده نحو النجاح والسعادة الحقيقية.

 

عندما نعيش حياتنا مع الله، نشعر ببركاته في كل جانب من جوانب حياتنا. الله ليس فقط يبارك أعمالنا، بل يبارك أيضًا علاقاتنا وصحتنا ونفسيتنا. نرى في الكتاب المقدس كيف أن الله بارك حياة أيوب بعد أن اجتاز فترة من التجارب الصعبة. رغم كل ما فقده، إلا أن الله أعطاه أكثر مما كان لديه في البداية، لأن أيوب بقي أمينًا لله ولم يفقد إيمانه.

 

هذه البركات ليست فقط مادية، بل روحية أيضًا. الله يمنح المؤمن الفرح والسلام الداخليين، وهو ما يمنحه القوة لمواجهة أي تحديات أو صعوبات قد تواجهه. عندما نحيا حياتنا مع الله، نشعر بأننا لسنا وحدنا، بل هو معنا يقودنا ويرشدنا في كل خطوة نخطوها.

 

الرب يجازي الأشرار

"ليس كذلك الأشرار، لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح... لأن الرب يعلم طريق الأبرار، أما طريق الأشرار فتهلك" (مزمور 1: 4-6).

الرب عادل في حكمه. بينما يبارك المؤمنين الذين يسيرون في طريقه، يجازي الأشرار الذين يبتعدون عن سبيله. يُشبِّه الكتاب المقدس الأشرار بالعصافة التي تذريها الريح، بلا جذور أو استقرار. في النهاية، طريق الأشرار يؤدي إلى الهلاك، بينما طريق الأبرار يعلمه الرب ويقوده إلى الحياة الأبدية.

 

الأشرار، الذين يختارون الابتعاد عن الله ويسلكون في طريق الخطيئة، يعيشون حياة مضطربة وغير مستقرة. رغم أنهم قد يحققون نجاحات مؤقتة، إلا أن نهايتهم تكون الهلاك. نرى في الكتاب المقدس مثالًا على ذلك في قصة هامان الذي خطط لإبادة اليهود، لكنه انتهى به الأمر مشنوقًا على المشنقة التي أعدها لمردخاي. الله يرى كل شيء، ويجازي كل واحد بحسب أعماله.

 

هذه النهاية ليست فقط في الحياة الأرضية، بل تمتد إلى الحياة الأبدية. الله يعطي كل واحد حسب أعماله، ويجازي الأشرار الذين يبتعدون عن طريقه، بينما يمنح الحياة الأبدية للمؤمنين الذين يعيشون بحسب شريعته.

 

لذلك يدعونا المزمور الأول للتأمل في حياتنا اليومية والتأكد من أننا نسير في طريق الرب، بعيدين عن مغريات العالم وشهواته. بالتأمل في شريعة الرب، نحصل على القوة والحكمة لنعيش حياة تليق بدعوتنا كأبناء الله، متمتعين ببركاته وغفرانه، واثقين من أن طريق الأبرار يعلمه الرب ويباركه.

 

 

الرب يدعونا لعيش حياة مكرسة له، مليئة بالبركات الروحية والمادية، ويجعلنا نماذج للآخرين في محبتنا وأمانتنا للرب. وعندما نسير في طريقه، نعلم أن الله معنا، يرشدنا ويقودنا نحو النجاح والسعادة الحقيقية، بينما يترك الأشرار لمصيرهم المحتوم.

للمتابعة على الفيس بوك: @Dr.PaulaW

الجريدة الرسمية