تزامنا مع احتفالات الكنيسة، قصة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.
قصة البابا شنودة رئيس المتوحدين
سنة 168 للشهداء ( 452م ) تنيَّح القديس العظيم الأنبا شنوده رئيس المتوحدين. وُلِدَ هذا القديس العظيم بقرية شتلالا ( شندويل ) (شندويل: حاليًا بنفس اسمها قرية تابعة لمركز المراغة محافظة سوهاج) من أبوين مسيحيين تقيين، وكان أبوه يدعى أبيجوس وأمه دروبا. رباه أبواه على التقوى والفضيلة، وكان يميل منذ صغره للخلوة والصلاة. وعندما بلغ التاسعة من عمره أرسله أبوه ليرعى غنمه مع الرعاة الآخرين، فكان يترك طعامه للرعاة ويظل صائمًا طول النهار، وفي طريق عودته آخر النهار كان ينفرد عن الرعاة ليصلى.
وفي أحد الأيام شاهده أحد الرعاة جاثيًا على ركبتيه يصلى وأصابع يديه تضيء كالشموع واشتم رائحة بخور زكية تفوح من حوله، ولما أخبر والده بالأمر رأى أنه من الأفضل إلحاق الصبي شنوده بالدير الذي يرأسه خاله الأنبا بيجول حتى يشبع رغبته في الصلاة والتأمل وينمو في الفضيلة أكثر فأكثر.
أخذه أبواه ومضيا إلى الدير وطلبا من الأنبا بيجول أن يباركه ويقبله عنده ليصير راهبًا، وكانت دهشتهما كبيرة حينما وجدا أن الأنبا بيجول بدلًا من أن يضع يده على رأس الصبي ليباركه أخذ يد الصبي ووضعها على رأسه ليتبارك بها، وشهد بالروح أن الطفل مختار من الله وسيكون أبًا عظيمًا ورئيسًا للدير، ثم قبله الأنبا بيجول في الدير تمهيدًا لرسامته راهبًا. وفي إحدى الليالي رأى الأنبا بيجول ملاكًا يقول له: بكر في الصباح واذهب إلى شنوده فستجد بجواره إسكيم الرهبنة الذي باركه الرب يسوع بنفسه، فصلّ وألبسه إياه لأن هذا الصبي سيكون عظيمًا وأبًا لجموع كثيرة. وأتم الأنبا بيجول ما سمعه من الملاك وألبس شنوده إسكيم الرهبنة فصار راهبًا فاضلًا ناميًا في حياة العبادة والنسك، وكانت الشياطين تحاربه ولكنه بالاتضاع والصلاة وعلامة الصليب، كان يغلبها وكانت تحترق أمامه كالدخان.
وبعد نياحة الأنبا بيجول أجمع الرهبان على اختياره رئيسًا للدير نظرًا لروحانيته وحزمه واهتمامه العظيم بالدير. قَبِلَ الأنبا شنوده هذا التكليف واعتنى واهتم بالدير والرهبان اهتمامًا فائقًا حتى تزايد عدد رهبانه ليصل إلى ما يقرب من 2500 راهب.
وكانت رهبنته تتميز بالحزم الشديد، فقد وضع شروطًا دقيقة للقبول بالدير، وكانت المبادىء الرهبانية تنفذ بكل دقة، واهتم الأنبا شنوده بتعليم الرهبان كما اهتم بالعمل اليدوي للراهب. كان يشجع الرهبان على حياة الوحدة والعبادة كما اختبرها هو، وقضى في إحدى المرات خمس سنوات متوحدًا في صلوات وتأملات، حتى استحق أن يسمع صوتًا سمائيًا قائلًا: " بالحقيقة يا شنودة قد صرت رئيسًا للمتوحدين ".
لم تقتصر خدمة الأنبا شنوده على الرهبان فقط بل خدم الشعب أيضًا ففتح لهم أبواب ديره يصلون فيه ويأخذون حاجتهم منه، كما بنى لهم كثيرًا من الكنائس في القرى المجاورة للدير وكان يدافع عنهم أمام الحكام. كما اهتم أيضًا باللغة القبطية والتراث القبطي بصفة عامة معتزًا بمصريته وكنيسته القبطية.
ذهب الأنبا شنودة مع البابا كيرلس الأول عمود الدين بطريرك الإسكندرية إلى أفسس، لحضور المجمع المسكوني الذي عقد بها سنة 431م لمحاكمة نسطور، وبعد محاكمته وحرمه لم يجد المجمع مكانًا لنفي نسطور، ومحاصرة بدعته أفضل من مدينة أخميم بجوار دير الأنبا شنودة حيث لا يستطيع أن يضلل أحدًا، ومكث فيها إلى أن مات.
وصل الأنبا شنودة إلى درجة روحانية عالية حتى استحق أن يظهر له السيد المسيح مرارًا ويتكلم معه.
ولما أكمل جهاده الصالح بسيرة ملائكية روحانية تنيَّح وانتقل إلى الراحة الأبدية، بعد أن بلغ من العمر مائة وعشرين عامًا قضاها كلها في جهاد روحي وفي خدمة الرهبنة والكنيسة، وكتب فيها الكثير من الرسائل والميامر الروحانية العميقة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية