رئيس التحرير
عصام كامل

محاولة فاشلة لإعادة إنتاج 25 يناير

 أخطر ما جرى في واقعة المرحوم أحمد رفعت كان في استثمار الإخوان لها في محاولة يائسة لإعادة إنتاج أحداث 25 يناير، دعت قنواتهم الناس للتظاهر يوم الجمعة الماضية وذلك بمحاولة استنساخ خالد سعيد ووائل غنيم، وهو نفس السيناريو لما سمى بالربيع العربي، بو عزيزة في تونس، والطفل حمزة علي الخطيب في سوريا في محافظة درعا في ذلك الوقت.. 

 

تحت ستار الدفاع عن مظلومية الراحل أحمد رفعت رحمه الله نصبت البرامج الرياضية مزادا للتجارة برحيله، وكان يمكن تقبل ذلك طالما كانت هناك أطراف تعلم مظلوميته كما زعمت، وبفرض أن اللاعب كان مظلوما وهناك من يعرف وعلى يقين من ذلك لماذا انتظر حتى يرحل ويملئ الدنيا ولولة وعويلا؟ 

 

لماذا لم يتحرك على الأقل لإنصافه أو من باب عملت ما أستطيع ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها؟ وحيث أنه لم يفعل فهو شريك أساسي فيما حدث بمنطق أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ولهذا لا أعفي نادر شوقي من المسئولية في الموضوع برمته.. 

 

الوكيل الشاطر لا يترك شيئا للصدفة، ولا يجب أن يصدق كلام أي شخص، ويجب أن يتابع ويرى بعينه.. وأعتقد إن جزء من بكائه في الحلقة هو إحساسه بالذنب والتقصير في حق عميله، علما بأن المرحوم أحمد رفعت سلم نفسه للشرطة العسكرية بعد تسع شهور من العودة من الإمارات، وليس كما ادعي المتباكي والممثل القدير نادر شوقي أنه عاد من الإمارات ليسلم نفسه مستخدما عبارة مطاطة يفهم من سياقها عكس ما حدث. 

 

 ثم لماذا لم يدل هيثم عرابي بشهادته طالما إن أحمد رفعت في نفس اللقاء، ذكر أنه ونادر شوقي يعلمون الحقائق.. وبغض النظرعن تفصيلات السيرك الذي نصبته الفضائيات لتصفية الحسابات من خلال اللجان الإلكترونية، فقد بات من المهم إعادة النظر في محتوي البرامج الرياضية لاسيما أن بعضها تتعمد استضافة شخصيات بعينها لإثارة حالة من الجدل للحصول على نسبة مشاهدة عالية..

 

حيث بات من المألوف تحول بعض وسائل الإعلام الرياضي -ومعها بعض المنصات- إلى مصانع للفتنة والتعصب والكراهية والتحريض على العنف والتمييز وتشويه الحقائق واختلاق الوقائع، والطعن في الأعراض، وهو ما أوجد حالات غير مسبوقة من العنف اللفظى ليس فقط بين الجماهير على ساحات السوشيال ميديا، بل امتد الأمر إلى اللاعبين أيضًا..

 

 فأصبحنا نرى تحليلات لمباريات مستواها ضعيف جدًا ولا تحتاج في الأصل إلى هذه المساحة الزمنية الكبيرة التى تخصصها القنوات، والأعجب هنا أيضًا أننا نرى لاعبًا معتزلًا حديثًا أو آخر لايزال يمارس اللعبة هو الذى يقوم بالتحليل بصفته خبيرًا كرويًا أو ناقدًا رياضيًا، وتغلب عليه انتماءاته مما يتنافى تمامًا مع ما نعرفه بأن التحليل الكروى علم وفن وحياد..

 

خاصة فى ظل قلة الوعى الرياضى للجماهير وضعف مستوى المنظومة الرياضية التى فشلت فى التركيز على المعنى الحقيقي للتنافس الشريف، فقد فقدت المنافسة الكروية خلال المواسم الأخيرة براءتها وعذريتها، بعد أن اقتحمتها وصلات الردح والشتائم على مواقع التواصل الاجتماعى والفضائيات والمواقع الإلكترونية.. 

 

وأصبحت المصالح الذاتية هى الهدف، ومع هذا فإن الإعلام الرياضي لا يحظى بالمساءلة الواجبة قانونيًا ومهنيًا واجتماعيًا، ويعمل به في الغالب لاعبو كرة قدم لم يدرسوا الإعلام، أو لا يحترمون قواعده، وبعضهم يعتقد أن مكانتهم الجماهيرية وتعصبهم لفرقهم وإدارات أنديتهم دروع تحميهم من المساءلة. 

 

 

والأمر هكذا بات استعدال منظومة الرياضة المصرية واجب وطني وقومي، وفرض عين على صاحب القرار.. وأطال الله عمر الاستاذ فهمى عمر الذي ترأس لجنة انضباط الإعلام الرياضى واستطاعت فعل الكثير وأصبح الجميع يخشاها ووضعت مدونة سلوك للإعلام الرياضى، وجاء رئيس المجلس الاعلى للإعلام السابق فاوقفها بدون مبرر، ومن بعدها تاه الإعلام الرياضى في دروب الفوضى.

الجريدة الرسمية