رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة جديدة ونهج قديم!

برنامج الحكومة الذى قدمه الدكتور مصطفى مدبولى للبرلمان يتضمن مجموعة من الوعود البراقة التى تلبى مطالب الأغلبية الساحقة من الشعب.. غير أن ما يقلق هو أن رئيس الحكومة قال للنواب إن حكومته الجديدة سوف تستمر فى مواصلة جهود حكومته السابقة.. 

بينما تمخضت هذه الجهود عن تعرضنا لأزمة اقتصادية كبيرة منذ أكثر من عامين مضيا، مازلنا حتى الآن نعانى من آثارها وتداعياتها والتى كان أهمها تعرضنا لموجات تضخم وغلاء كبيرة ارتفعت بمعدل التضخم إلى قرابة 40 في المائة من قبل كما قال رئيس الحكومة وحتى بعد انخفاضه مازال مرتفعا وسجل نحو 28 في المائة كما قال رئيس الحكومة أيضا.

 
ويعزز عدم الارتياح استمرار إلقاء مسئولية تلك الأزمة الاقتصادية على العوامل الخارجية، مثل جائحة كورونا وحرب أوكرانيا وحرب غزة.. وإذا كان الإقرار بأن العوامل الخارجية تلك كان لها تأثيرها السلبى على اقتصادنا، إلا أن هناك أسباب داخلية لازمتنا الاقتصادية صاغتها السياسات الاقتصادية التى انتهجناها.. 

 

أى أن أزمتنا الاقتصادية ليست صناعة خارجية فقط وإنما هى أيضا صناعة داخلية.. بمعنى أننا مسئولون عن تلك الأزمة أيضا.. وبالتالى نحن نحتاج لمراجعة سياسات الحكومة السابقة واستبدالها بسياسات جديدة مختلفة.. وهذا ما افتقدناه في بيان الدكتور مصطفى مدبولى أمس أمام البرلمان.

 


إن رئيس الحكومة قال في مقدمة بيانه أن برامج حكومته الجديدة يستلهم توجيهات الرئيس السيسى عند تكليفه بتشكيل هذه الحكومة ورؤية 2030 وإيضاح مخرجات الحوار الوطنى، وهذه المخرجات تحديدا تضمنت طلبا للحكومة بمراجعة السياسات الاقتصادية وانتهاج سياسات أخرى مختلفة بعد ما حققناه في تأسيس بنية أساسية من طرق ومدن ومحطات للطاقة كانت ضرورية من قبل.. 

لذلك كان سيريح الناس أكثر التركيز على تلك السياسات الجديدة وليس الحديث عن مواصلة مسيرة الحكومة السابقة. 

الجريدة الرسمية