رئيس التحرير
عصام كامل

حتى اسألوا أحمد بيه

لفترة طويلة تمتد لقرون خلت، ارتبط الموت بمفهومه الجسدي فقط، كأن يققد المرء حياته نتيجة مرض عضوي أو حادث أو غيرهما من العوامل الخارجية المعتادة.. لكن مع تقدم علم النفس وفهمنا للعلاقة المعقدة بين الجسد والعقل، برز مفهوم الموت بالحسرة أو القلب المكسور ليشير إلى الوفاة الناتجة عن ضغوط نفسية وعصبية شديدة لا يستطيع الفرد تحملها.


يمكن تشبيه الموت بالحسرة بانهيار داخلي، حيث تثقل الأحزان والهموم كاهل الشخص، فتضعف قدرته على المقاومة وتؤدي إلى استنزاف طاقته الجسدية والنفسية بشكل تام.


وقد تتنوع مسببات هذه الحالة، بدءا من الفقدان المؤلم لشخص عزيز، مرورا بالتعرض للخيانة أو خيبة الأمل العميقة، وصولا إلى الضغوطات الاجتماعية المتراكمة والظلم الواقع على الفرد.


وكما يقول العلماء، لا يقتصر أثر الظلم على النفس فقط، بل يمتد إلى الجسد. الدراسات الطبية أثبتت أن التوتر النفسي المزمن الناتج عن الظلم يؤدي إلى زيادة في مستوى هرمون الكورتيزول، والذي يرتبط بمشاكل صحية عديدة مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وضعف جهاز المناعة. هذه المشاكل الصحية قد تتفاقم وتؤدي في النهاية إلى الوفاة.


يعاني الأشخاص الأكثر عرضة للموت بالحسرة من صفات مشتركة، مثل الحساسية المفرطة: يتميزون بمشاعر عميقة ورقيقة، ويتأثرون بشدة بالأحداث المؤلمة. الشعور بالمسؤولية: يحملون أنفسهم مسؤولية مشاكل الآخرين، مما يثقل كاهلهم ويضاعف شعورهم بالذنب. 

الخوف من الفشل: يحاولون باستمرار إرضاء توقعات الآخرين، مما يسبب لهم توترا نفسيا هائلا. الكمالية: يسعون إلى تحقيق المثالية في كل شيء، مما يؤدي إلى خيبة أمل مستمرة. الكتمان: يخفون مشاعرهم عن الآخرين، مما يعيقهم عن طلب المساعدة والدعم.

 


يقول الأطباء إنه يمكن ملاحظة بعض الأعراض التي تدل على أن الشخص قد يكون معرضا للموت بالحسرة، مثل: الحزن الشديد المستمر دون وجود سبب واضح. فقدان الاهتمام بالأنشطة المحببة والشعور بالانعزال عن الآخرين. 

التغيرات الحادة في الشهية والنوم وفقدان الوزن أو زيادته بشكل ملحوظ. الشعور بالإرهاق والتعب الدائم دون وجود سبب جسدي. الأفكار الانتحارية أو التمني بالموت.
ملاحظة واجبة، هذا المقال استند إلى ملاحظات وحقائق طبية، وإن لم تصدقني فاسأل أحمد بيه.

الجريدة الرسمية