رئيس التحرير
عصام كامل

البحر طحينة!

أصبح معتادا أن ينطلق أعضاء الحكومة الجديدة في تصريحات تبشر المواطنين بإصلاح كل الأحوال وتحقيق كل الآمال وحل كل المشكلات وتخطي كل الأزمات.. ولكن، أرجو من السادة الوزراء أن يترفقوا بالمواطنين قبل أنفسهم ويتمهلوا في إطلاق الوعود البراقة قبل أن يمنحوا أنفسهم مهلة من الوقت ضرورية يدرسون فيها المشكلات التي تدخل في نطاق اختصاص وزاراتهم ويضعون فيها الحلول لهذه المشكلات.

 
إن الناس لم يعد يطربهم أو بالأصح يطمأنهم إطلاق الوعود البراقة، ولكنهم يريدون خلاصا من مشكلاتهم، وأهم هذه المشكلات التضخم والغلاء الذي يعانون منه منذ عامين وفاق قدراتهم على الاحتمال.. 

 

لذلك هم ينتظرون أفعالا أو أعمالا واضحة ومحددة تحميهم من هذا الغلاء، أما الوعد باستقرار الأسواق والأسعار وانتهاج سياسات مالية تراعى الأولى بالرعاية لا تؤثر الآن في الناس..

 
إنهم يريدون ما يخفف الأعباء عنهم، ويوفر السلع الغذائية لهم بأسعار مناسبة لمستويات دخولهم أو بالأصح تمكنهم دخولهم من الحصول عليها.. فهم سمعوا كثيرا تلك الوعود التي انهمك عدد من الوزراء الجدد في إطلاقها عليهم، وينتظرون من الوزراء الجدد في الحكومة الجديدة تنفيذ هذه الوعود.

 
ولا يجب أن ينسى أعضاء الحكومة الجديدة أن الناس لا ينسون ما يقال لهم من وعود ولن ينتظروا طويلا ليطالبوا من أطلقها الوفاء بها وتنفيذ وعوده.. ولذلك الأفضل أن يكف الوزراء الجدد عن إطلاق الوعود ولا يتحدثون إلا على ما ينفذونه من أعمال بالفعل وما يتخذونه من قرارات وينتهجونه من سياسات. 


الناس لا ينتظرون مزيدا من الوعود وإنما يترقبون تنفيذ الوعود التي قدمت لهم وفي مقدمتها تحسين مستوى معيشتهم. 

الجريدة الرسمية