أسبوع سقوط الفانتوم.. والإخوان!
العيد اليوم عيدين كما يقولون.. فقبل أربعة وخمسين عامًا بالتمام والكمال أعطت القوات المسلحة التمام لقائدها الأعلي الزعيم جمال عبد الناصر بإنتهاء أعمال بناء حائط الصواريخ.. اطمأنت القيادة إلى حماية سماء مصر وصدقت بيانات ضباطها..
العدو لم يصدق ولم يفهم ما جري ولم يدرك إلا متاخرا أن البطاريات التي كان يقصفها الفترة الاخيرة ليست إلا بطاريات وهمية هيكلية خشبية، وضعت لتضليله، وأن البطاريات الحقيقية قد بنيت بالفعل وتقدمت وفق خطة محددة إلي حدود قناة السويس..
وكان عليه أن يجرب بنفسه لكي تصل الرسالة.. التي كانت رائعة ومشرفة لجيشنا وكارثية علي العدو.. الذي تصور أن طائراته ستقترب من القناة تعربد وتعود.. جاءت ولم تعد.. كنا في حاجة إلي تجربة عملية وليس تدريب وقد كان..
سقطت طايرات ال سكاي هوك.. وقد سقطت قبل ذلك لكن هذه المرة سقطت الفانتوم.. وبيننا وبينها ثأر.. فهي التي إعتدت علي بحر البقر.. واليوم وهي أفضل طائرات العدو تسقط بطياريها وسمي الأسبوع من أول يوليو عام 1970 إلي السابع منه ب اسبوع تساقط الفانتوم!
دارت الأيام.. بل دارت الدوائر.. وبعد ذلك التاريخ بثلاثة وأربعين عاما تقريبا يسقط شعبنا طليعة هذا العدو في الداخل، والذي قفز إلي السلطة في غفلة من الوعي ومن الزمن وممن تسببوا في ذلك وجعلوا مصير البلاد عرضة للتجارب.. فكان الدرس قاسيا.. ومريرا..
بعد عام من المهازل.. المساخر.. من الدم الذي تناثر في كل مكان من التحرير إلي الجبل الأحمر.. ومن الإتحادية إلي دور العبادة.. خرجت الملايين التي لمحت البوصلة الجديدة التي تنحرف قبل أن تنجرف بالوطن إلي المجهول..
خرجت الجماهير بعد أن رأت وسمعت وفهمت معني عزل نائبها العام.. وإعلان ديكتاتوري مجنون أطاح بأي أمل.. خرجت الجماهير لا لتصحح مسارها وإنما لتغيره كله.. وتضبط حركة التاريخ ذاتها وتسترد وطنها وقرارها وقيمها و.. ومكانتها!
اسبوع المجد بين تاريخين.. أثبتا نضال شعبنا العظيم يد بيد مع جيشه العظيم.. كافة مؤسساته الوطنية كلها عظيمة!