بل دفاعا عن الدكتور جمال شقرة!
لن نقول كما قال غيرنا عن أخرين "لا ندافع عنه فهو أقدر في الدفاع عن نفسه"! إذ لا عيب أصلا في الدفاع أو التضامن مع من نحبهم ونحترمهم وخاصة إذا كانوا يتعرضون للتهجم عليهم بسبب قيامهم بواجباتهم تجاه وطنهم!
القصة باختصار عندما استضافت الإعلامية البارزة عزة مصطفي قبل أيام المؤرخ الكبير الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس.. دكتوراه الرجل تتصل بشكل مباشر بثورة يوليو، مما إستلزم قيامه بحثيًا وعلميًا فحص أوراق تخص الثورة وما تعرضت له..
وألزمته في دراساته -التي نوقش فيها وحصل علي أعلي درجاتها من كبار اساتذة التاريخ في جامعات مصر- أن يلتقي بشخصيات ذات صلة بالأحداث.. وقد كانوا في الثمانينيات والتسعينيات على قيد الحياة.. فالتقي اللواء محمد نجيب وإكتشف أنه لا يدري شيئا عن المذكرات التي تحمل اسمه وأن البعض استغل شيخوخته فكتبها دون علمه. ومنهم من أضاف إليها ما لم يقله! ويفسر لنا بذلك سر التناقضات الكبيرة بين ثلاثة كتب نسبت له!
إلتقي أيضًا بالارهابي عمر التلمساني.. الذي قال له "لن نترك جمال عبد الناصر حيًا أو ميتًا"! ولم يكن من خيبته الثقيلة يعرف مصير جماعته! كما إطلع الدكتور جمال شقرة علي أرشيف مجلس قيادة الثورة وأوراق بخط يد قياداتها وثروة هائلة من الوثائق والمستندات شاء القدر - لقصص مثيرة جدا - أن تفتح ابوابها وتفتح أبوابها له وحده!
في الحلقة تحدث دكتور جمال شقرة عن ذلك كله وفي وقت قياسي لم يمكنه من سرد كل ما لديه.. عن سر كتاب إعتماد خورشيد ومن كتبه، وكتاب زينب الغزالي ومن كتبه.. وغيرها وغيرها. ورغم ميوله وتوجهاته يرفض وصفه بالناصري.. لماذا؟ هذا ما سألته عزة مصطفي فقال لان ما يكتبه ويبحثه ويحققه عمل علمي خالص لا يخضع للميول السياسية ولا للأهواء!
الآن.. البعض من هواة الإستماع لمؤرخي حواديت قبل النوم وممن أدمنوا النصب السياسي والتاريخي وتزييف تاريخ شعب مصر وجيشه.. لم يعجبهم ما قاله الرجل ولا رغبة البرنامج في السعي لكتابة صحيحة لتاريخ البلاد فيهاجمونه بعنف! لا يعرفون الفرق بين التفاهة والكتابة.. ولا بين البحث العلمي وجلسات المصاطب ولا بين الرأي والحقيقة.. ولا بين الموضوعية وطشة الملوخية.. والمؤسف أنهم ليسوا من الجماعة الإرهابية وحدها!
ولهؤلاء وغيرهم.. إنه تاريخ مصر يا مهرجين.. وإنهم مؤرخي مصر يا مجموعة بهلوانات! ولن يكونوا وحدهم.. وسيبقي هدف كتابة تاريخ مصر وحمايته من حملات الجماعة الإرهابية وتزييفها وتزويرها تكليفا من الضمير الوطني العام لن نتنازل عنه.. ولن نتراجع عنه.. وكل الدعم للدكتور جمال شقرة وكل ملتزم بالمنهج العلمي للكتابة التاريخية.. مش قصص أمنا الغولة ولا حكايات المسالك التي كلها مهالك!