نيران وصناديق!
بينما تستعر النيران فى مناطق عديدة من العالم، وفي القلب منها نيران غزة، ونيران السودان، وربما نيران بيروت قريبا، لا قدر الله، يمارس البشر لعبة الديمقراطية، زائفة كانت أو حقيقية.
في إيران انتخابات. في فرنسا انتخابات. في أمريكا انتخابات. فى إيران تعادل حتى أمس المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان، جراح قلب ونائب أول رئيس البرلمان الإيراني. مع منافسه سعيد جليلي المقرب من المرشد، حصل الأول على عشرة ملايين و415 ألف صوت والثاني على تسعة ملايين ونصف مليون صوت..
وسوف تجرى بينهما يوم الجمعة المقبلة جولة إعادة، وتشير المؤشرات إلى مشاركة واضحة للشباب الإيراني المؤيد للتيار الإصلاحى وبيزشيكيان يدعو للتقارب مع الغرب وإصلاح العلاقات مع أمريكا لرفع العقوبات.
أخطر الانتخابات حقا هي الانتخابات البرلمانية الفرنسية، فقد أمر الرئيس الفرنسي ماكرون بحل البرلمان ودعا إلى انتخابات مبكرة بعد صعود بارز مخيف للتجمع الوطنى المتطرف، مما أنذر بتغيير كامل في هوية الجمهورية الفرنسية..
وفي الجولة الحالية احتشدت قوى اليسار وتجمعت مصالحها تحت راية التكتل، لمواجهة اليمين الذي ينذر بتشكيل حكومة قوية يصير معها رئيس الدولة ماكرون عاجزا عن إدارة شئون الحكم.. اليمين المتطرف يجتاح القارة الأوروبية في الوقت الراهن، وهو عدو لكل من هاجر إلى أوروبا وبرنامجه أن أوروبا للأوروبيين، ومن ثم يجب طرد اللاجئين والمتجنسين، الذي حولوا وغيروا هوية فرنسا وإيطاليا وألمانيا ودول أخرى عديدة.
أما الانتخابات الأمريكية فهى في قلب الاهتمام العالمى لأنها انتخابات الرجل العجوز، الذي سوف يحكم العالم. هذه الانتخابات يتصارع فيها رجلان أحدهما روبوت بشرى طاعن في السن هو جو بايدن، 81 سنة، والثانى مسعور سلطة محتال، مجرم مدان، يقترب من الثمانين الإ عاما.
شاهد العالم المناظرة الأولى بينهما قبل يومين، نظمتها لأول مرة شبكة CNN في أطلنطا بولاية جورجيا، وبدون جمهور، ومع فاصلين إعلانيين، مما يتيح للمتناطحين العجوزين التقاط الأنفاس، ومعه زجاجة مياه واحدة ونوتة وقلم، ولا يحق له اللجوء إلى مساعديه طلبا لرأي أو معلومة.
في السابق كانت الهيئة الرئاسية الرسمية هي من تنظم المناظرات، وكان فيها جمهور وبلا إعلانات.. تبادل العجوزان الردح والسخرية، بايدن طمعان في أربعة سنوات أخرى، وترامب عبد سلطة بأي ثمن، وهو رجل عشوائي شعوبي، بايدن ذاهل ألى الحركة، يبرق بعينيه ويشخص بنظراته في المجهول، يرى ضلالات، يطالب ترامب بتعريضه لاختبار إدراكي، بينما ترامب نفسه كان يتصرف في وقت ولايته السابقة تصرفات مريض نفسي أو عقلي!
المناظرة الأولى فضحت أداء بايدن ومن داخل إدارته من ألمح أنه ربما تحدث تحولات ومنعطفات، وفي نيويورك تايمز من دعاه للتنحى عن السباق، وهناك من دعا إلى ترشيح امرأة للخروج من دائرة بيت المسنين السياسي هذا.
لو خسر ترامب الانتخابات، فلن يعترف بالهزيمة وسوف يرفضها ويشكك فيها ويدعو جنوده من الشوارع للتظاهر والاحتشاد، نفس سيناريو 2020..
ولو نجح ترامب فيمكنك أن تقول أن زعيم المتطرفين ضد المسلمين واللاجئين قد فاز، لأن برنامجه طرد كل من هو غير أمريكي، ومنع شعوب من الشرق الأوسط من دخول بلاده. فعلها من قبل. أضف إلى ذلك ابتزاز دول الخليج ودول حلف الأطلنطي معا!
انتخابات إيران. انتخابات فرنسا. انتخابات أمريكا. والعالم كله يقترب من نيران الحرب العالمية الثالثة، وكما قلنا من قبل فإن هذا العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين أشبه بالعقد الثالث من القرن العشرين، ففيه تصاعدت التطورات وصعد التطرف، وانفجرت الحرب العالمية الثانية.
بوتين يعد النظر في قواعد الاشتباك النووي.