رئيس التحرير
عصام كامل

شهداء النصب!

حتى في الحج تنصبون وتسرقون؟ هؤلا الحجيج أنتم قتلتموهم.. دفعوا لكم وذهبوا على أمل اللقاء مع غفران الله، فقتلهم النصابون والمحتالون والمهملون إهمال الجسامة. مئات الجثث لحجاج مصريين ملقاة في الشوارع وعلى الأرصفة، كانوا من قبل القتل بالنصب بالحر بالاهمال بالإرهاق حجاجا لبيت الله الحرام، طامعين فى المودة في الفربى وفي المغفرة.


لن نناقش أن أعضاء البعثة الرسمية، من قرعة الداخلية إلى جمعيات التضامن الاجتماعي إلى تنظيم وزارة السياحة، لن نناقش إدعاء الجميع أن المتوفين قتلا وجشعا وإهمالا هم من غير النظاميين، فذاك فات أوانه، والمهم الكارثة الماثلة جثثا للحبايب، آباء وأمهات وإخوة، غادروا فرحين متطهرين، معتمدين علي صدقية معدومي الضمير من تجار السياحة، باعة الوهم والكذب.


غرفة شركات السياحة والسفر، تبرأت من دم الحجاج غير النظاميين وقالت لا علاقة لنا بهم، وفي الوقت ذاته أمر رئيس الحكومة بإحالة ستة عشر شركة الى النيابة بتهم النصب والاحتيال.. وشركات أخرى مرشحة للإحالة أمام النائب العام. ما جوهر ما جرى؟


حقيقة ما جرى ويجرى وسوف يجرى أننا في مشكلة حقيقية مع التاجر المصرى، سواء كان يبيع بقالة أو أجهزة أو خدمات. تلك هي لب المشكلة، والجانب المتواطئ فيها الإهمال الرقابي الجسيم..إ

 

ن السيد رئيس المكومة لم يعلن حرفا واحدا حول الكارثة التى قضي فيها أكثر من 600 شخص مصرعم نصبا وجشعا، لم تنطق حكومة تسيير الأعمال بحرف إدانة أو تحقيق أو اكتراث حتى أمر رئيس الجمهورية بتشكيل خلية أزمة للتحقيق في المصيبة المؤلمة الموجعة.


لماذا سكت الدكتور مدبولي طويلا قبل أن يأمر الرئيس بالتحقيق؟ هل كان تحرك بالفعل قبل آوامر الرئيس ولم يعلن؟ لو فعل لحرم الناس من معرفة اهتمامه، ولأظهر اكتراثه بمشاعر الناس، وإن لم يكن فعل الإ بعد أوامر الرئيس فأنها كارثة مضافة بحق.


ليس من المبالغة فى شئ ان نقول أن غرف اتحاد الصناعات لا تمارس رسالتها تجاه الشعب كما يجب، وهي تحمي اعضاءها علي حساب المواطنين.. نحن يتم نهشنا نهشا، والنصب والسرقة ومضاعفة الأسعار وكل تاجر يبيع كما يشاء.. كل هذا واقع نعيشه والحكومة تصرف للناس تطمينات ضوئية عبر اعلاميين كاذبين!


هناك أزمة ثقة حقيقية بين الشعب وتجاره وحكومته، تبدو فيها الحكومة بالصمت وعدم الجدية في الملاحقة والمحاسبة كأنها راضية، ولن استخدم اللفظ الحقيقي الذي يتداوله الشعب غيظا وكمدا وحزنا.. لأننى لا أصدق أبدا أن صمت الحكومة يعنى الرضا ومفرداته!


لقد ذهب هؤلاء الحجاج لأداء فريضة الحج، معظمهم لا يعرف الاجراءات المطلوبة في السعودية، يعرف فقط أنه دفع دم قلبه وتحويشة عمرة، ليركع أمام الله في بيته الحرام وينشرح صدره، فوثق في شركات نصابة استحلت فلوسه واهدرت فرحته وبعثت به إلى حر جهنم على الأرض، لم تخطره أنه بمجرد وصوله لن تتواصل معه، أو أنه في تأشيرة زيارة لا تأشيرة حج، لأن السلطات السعودية نظمت الدخول إلى مكة بتأشيرات حج.


الاخوان يتاجرون بدين الله للوصول إلى الحكم.. وفينا تجار يتاجرون بدين الله ليمصوا دماءنا..
قضت الحكومة، بل الدولة لأكون أكثر تحديدا علي الإخوان.. أما التجار والإحتكار فهما يتغولان على الشعب، وأمامهما حكومة تهدد ولا تنفذ، تتوعد ولا تفعل، فمنظرها بات يبعث على الأسى!

 


على الدكتور مصطفي مدبولي الذي سوف نتعامل معه فترة تالية مع حكومة جديدة أو مرممة، أن يغير سياسته، فقليل من الحزم يردع، أما ترك الحبل على الغارب ليشنق الناس في معايشهم، بل ويقتلهم في مناسكهم فنهايته أن الحكومة ستحكم نفسها ويعرض عنها الناس، ويجأرون بالشكوى لله..

الجريدة الرسمية