رئيس التحرير
عصام كامل

ثلاثة أسئلة في الشارع المصرى!

ما الذي يريده المواطن المصرى من الدولة المصرية؟ تعبير الدولة المصرية يعنى الوطن والسيادة والنظام والمؤسسات، ومقتضى هذا التعبير أن الحكومة هى جزء من الكيان الكلي للدولة، ويترتب على ذلك أن المواطن حين يطلب حقوقه فإنه يطلب من الدولة التى تكلف الحكومة بالإصغاء ومن ثم الاستجابة للمطالب إما بتحقيقها أو بتوضيح أسباب االتأجيل.. أو العجز.


في الأسابيع الأخيرة، تعيش مصر بلا حكومة فعلية، بعد أن أعاد الرئيس السيسي تكليف المهندس دكتور مصطفى مدبولى بتشكيل حكومة جديدة تركز على مواصلة الإصلاح المالى وجذب الاستثمارات وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية. 

 

ولقد مرت أسابيع والحكومة لاتزال قيد الولادة، وهناك من يفسر ذلك بأن التشكيل سوف يعلن عقب مؤتمر الاستثمار الأوروبي المصرى، الذي يعقد بعد غد التاسع والعشرين ثم الثلاثين من يونيو تحت عنوان مصر والاتحاد الاوروبي، وتحضره رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين التى أعيد انتخابها لمدة جديدة قبل أيام. 

 

بالطبع فإن المؤتمر مهم جدا للدولة المصرية، ويمكن فهم تأخير إعلان الحكومة في ضوء مقتضيات هذا الحدث الاقتصادي الكبير الذي يناقش فرص زيادة الاستثمارات الأوربية في مصر.. ما الذي يعنى المواطن من هذا كله؟


يهم المواطن من حكومة تشكلت أو تحت التشكيل أن يعيش مستورا، لا ماء ينقطع ولا كهرباء تنقطع ولا دواء ينقطع ولا خبز ينقطع. أساسيات الحياة. تلك بديهيات. تحمل الناس قطع الكهرباء ساعة زادت إلى ساعتين، ثم زودوها إلى ثلاث ساعات، تزامن مع ذلك اصطياد أخبار من مختلف دول العالم عن انقطاعات للكهرباء حتى في الكويت وفي نيويورك وفي أمريكا اللاتينية، من قبيل جماعية الكارثة والمواساة.


خرج الدكتور مدبولي المكلف بتشكيل الحكومة التى لم تتشكل بعد ليشرح ويوضح أسباب اضطرار الحكومة إلى مد القطع ثلاث ساعات وأن هناك خطة ينتهي معها القطع نهائيا في الاسبوع الثالث من يوليو المقبل.. ثم قال سوف تنتهى المشكلة تماما مع نهاية العام، مما جعل الناس يتساءلون: ألم يقل مع نهاية يوليو؟ فلماذا ستعود الأزمة مع أكتوبر؟


وقال رئيس الحكومة المكلف أن الأزمة تحتاج مليار ومائة وثمانون مليون دولار لشراء مازوت وغاز.. ويسأل الناس: ألا تملك الدولة الأن 46 مليار دولارا احتياطيات؟ فهل يضلعها فك النكد عن الشعب بمليار؟ هل مليار دولار ثمن غالى جدا لتخفيف السخط المنتشر؟


ثم سؤال ثالث يتداوله الناس ولا رد رسمى: وإين إنتاج حقل ظهر؟ هل الحقل نضب؟ هل الحقل مرض؟ لماذا تعثر انتاجه؟ هل هناك تشغيل جائر للمخزون أدي الى خلط الماء بالغاز؟ متى تنتهى فترة علاج البئر الذي زغردت له مصر كلها واعتبرته رزق الله الوفير لمصر؟


حسنا فعل رئيس الحكومة المكلف بالخروج الى الشعب وتوضيح الموقف، وحسنا ان يمد فتح المحلات ساعة اضافية إلي الحادية عشرة لاتاحة فرص الرزق للناس، أو إلغاء التوقيت الصيفي.
موجة سخط وتسخيط تزامنت مع هذا التوتر الداخلي، يستغلها العملاء والخونة الإخوان، يريدون الخراب والهدم وإعادة الجاهلية الاخوانية إلي مصر.
 

 

نعم ننتقد ونصلح وننصح ونرشد صاحب القرار كمواطنين مصريين مخلصين لله ثم للوطن، لكن نرفض رفضا صارما الصيد في مياه الأزمة العكرة، ونؤمن بقدرة الوطن على الخروج بأمان إلى بر السلامة والتعافى. 

الجريدة الرسمية