لا تغيبوا الناس!
لا أجد سببا مقبولا أو منطقيا لغياب الناس والحكومة تواجه مشاكلنا، وهو ما يظهر واضحا في أزمة الكهرباء التى نعاني منها، والتى تعد إحدى تداعيات مشكلة النقد الأجنبي التى زادت حدتها منذ عامين بعد الخروج الكبير والجماعى للأموال الساخنة من أسواقنا.
فعندما اصابتنا مشكلة الكهرباء فاجأت الحكومة الناس بقطع الكهرباء عنهم لمدة ساعتين ولم تشرح لهم حقيقة الأزمة وكيف نواجهها.. وعندما إحتاجت لقطع الكهرباء لفترة أطول أرجعت الأمر لمشكلة في حقل غاز لدولة جارة نستورد الغاز منها لتسييله وإعادة تصديره كما قيل لنا كثيرا، ثم إكتشفنا أننا نستخدمه في الاستهلاك المحلى.
إن مشكلة الكهرباء تمس حياة الناس تماما وكان يتعين إحاطتهم عاما بها وابعادها المختلفة وإشراكهم في التوصل لعلاج وحلول لها.. وهذا لم يحدث رغم أن لدينا برلمان كان في مقدوره عقد جلسات استماع للناس المتخصصين والعاديين أيضا، ولدينا آلية الحوارالوطنى المكلف بالتركيز على المشكلة الاقتصادية والسياسات الاقتصادية.
ولآن المشكلة تمس حياة الناس بمعنى الكلمة لا يستقيم غيابهم أو بالأصح تغييبهم عن مواجهتها.. فهذه المشكلة لا تقتصر تداعياتها على حرمان الناس فقط من الكهرباء التى تشغل ثلاجاتهم وأجهزة التكييف والمراوح لديهم واسانسيرات منازلهم فقط..
وإنما كما ظهر تداعياتها تمتد لتشمل تشغيل وسائل نقل تعمل بالكهرباء استثمرنا فيها أموالا كبيرة، وتشمل مصانع وشركات يعتمد انتظامها في العمل على إنتظام التيارالكهربائى.. كما أن الحلول تفرض أعباء على الناس، ولا يصح أن يتحملوا أعباء بدون أن يفهموا لماذا يتحملوها ومتى تنتظم الكهرباء.
بإختصار إشراك الناس في بحث المشكلة وإيجادها لها يحتاج إشراك الناس لا تغييبهم.. ولم يعد ملائما أو سليما أن نتحدث للناس فقط كلما زادت حدة المشكلة واضطررنا لتحميلهم مزيدا من الأعباء كما تفعل الحكومة حاليا.. لابد أن نسمع الناس ونشركهم في مواجهة المشاكل.