ترامب يضرب بايدن بسلاح ديمقراطي!
لم يلفت انتباهي في أول مناظرة بين بايدن ترامب افتقاد الأول كما قال ديمقراطيون منهم نائبته اللياقة الذهنية ورده ببطء على الأسئلة فى بداية المناظرة، فإن الحديث حول لياقة بايدن الذهنية دائر منذ فترة ويعد أحد أسلحة ترامب ضد منافسه الديمقراطى.. وبالتالي ليس جديدا أن طالب ترامب بخضوع بايدن لاختبار إدراكي عقلى مثلما هو خضع لهذا الاختبار مرتين واجتازه بنجاح.
ولم يلفت انتباهي أيضا رفض ترامب تأكيد نزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة وأنه لن يعترف بنتيجتها حتى ولو فاز بها.. فقد اعتمدت دعايته الانتخابية منذ وقت مبكّر على التحذير من إمكانية تزوير هذه الانتخابات.
كما لم يلفت انتباهى أيضا تركيز بايدن في هجومه ضد ترامب على أنه مدان قضائيا وبالتالي لا يصلح أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.. فهذا أمر اعتاد عليه بايدن في الحديث عن ترامب للنيل منه أمام الأمريكيين وحثهم على عدم التصويت له.
كذلك لم يأت ترامب بجديد وهو يتحدث عن حرب أوكرانيا وحرب غزة.. فهو يتحدث منذ فترة طويلة عن أن حرب أوكرانيا ما كانت لتنشب لو كان رئيسا لأمريكا وأنه قادر بعد عودته للبيت الأبيض أن يكتب لها نهاية فورا..
أما بخصوص حرب غزة فهو استمر في مهاجمة بايدن لأنه تصرف كفلسطيني، أي منحازا للفلسطنيين الذين لا يرضون عليه.. فهوردد ذلك من قبل أيضا ولا يخفى انحيازه التام الكامل لإسرائيل في حربها وليس متحمسا لحل الدولتين، ولذلك ينتظره نتياهو رئيسا لأمريكا ليستمر هو أيضا فىي حكم إسرائيل.
إنما الذي لفت انتباهي هو أن ترامب الذى لا يخفى مناصرته للأغنياء فى أمريكا والذى ينوى تخفيض الضرائب عليهم امتطى جواد الدفاع عن عموم الأمريكان الذين عانوا من ارتفاع التضخم في السنوات الاخيرة واتهم بايدن بأنه قتلهم بهذا التضخم!
إن ترامب أدرك أن الاقتصاد وليس السياسة الخارجية هو الذى يحرك الناخب الأمريكى فقرر أن يبنى دعايته الانتخابية على ذلك.. وهو بذلك يستعير أحد أهم أسلحة الديمقراطيين في الانتخابات والذي راهن عليه كلينتون ونجح.
والحقيقة أن الاقتصاد هو الأهم لدى الناخبين فى كل أنحاء العالم وليس أمريكا وحدها.. وبذلك فإن التضخم الآن بات يصوغ اتجاهات الرأي العام وموقف المواطنين من الإدارات الحكومية فى بلدان العالم كله.. فكلما تضرر مستوى معيشة الناس تقلص رضاهم والعكس صحيح..