رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية استيراد غاز الدولة المجاورة!

أرجع الدكتور مصطفى مدبولي زيادة ساعات تخفيف الأحمال إلى تعرض بئر غاز في دولة مجاورة لمشكلة أدت إلى توقف الإنتاج فيه ونحن نستورد بعضه، وبالتالى نقص الغاز المطلوب لتشغيل محطات الكهرباء.. وهذه الدولة المجاورة التى لم يفصح رئيس الوزراء عن اسمها هى إسرائيل والبئر الذى تعرض فيها لمشكلة هو بئر تمار أكبر بئر غاز لديها.. أما استيرادنا الغاز منها فله حكاية.

 
أننا كنّا منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد وما تلاها من اتفاقات تجارية نصدر البترول لإسرائيل، وعندما انخفض إنتاجنا من الزيت اتفقنا معها على استبداله بالغاز.. وعندما حدثت انتفاضة يناير شهدت البلاد حالة من عدم الاستقرار وافتقاد الأمن وتعرض أنبوب الغاز الذى يتدفق الغاز المصرى لإسرائيل عبره لعدة تفجيرات فتوقفوا مضطرين عن تصدير الغاز لإسرائيل فلجأت إلى التحكيم الدولى تطلب تعويضات مالية وحصلت بالفعل على أحكام بذلك. 

 

وبعد مفاوضات شاقة وطويلة معها توصلنا إلى تسوية معها لتخفيض التعويضات وكانت التسوية تقضي باستيراد الغاز منها والذى تم اكتشافه فيها وكان بئر تمار.

 
وعندما استوردنا الغاز من إسرائيل كنّا نقوم بتسييله في محطات التسييل لدينا التى كانت توقفت تقريبا عن العمل بعد 2011.. ثم نقوم بتصديره للخارج ونحقق ربحا من ذلك.. لكننا بمرور الوقت ومع زيادة استهلاكنا للغاز وتراجع إنتاجنا منه توقفنا عن إعادة تصدير الغاز الإسرائيلى بعد تسييله وصرنا نستهلكه كله داخليا.. ولذلك عندما تعرض بئر تمار الإسرائيلى لمشكلة وتوقف عن الإنتاج ليوم كما قال الدكتور مدبولى تأثرنا أو تضررنا نحن بذلك.

 


والآن أضحى الأمر يقتضي بحث أسباب انخفاض إنتاجنا من الغاز، وحل مشكلة مستحقات الشريك الأجنبى لزيادة إنتاجنا من الغاز والتوسع في اتفاقات البحث عن  الغاز مع الشركات العالمية التى لم تشهد تطورا منذ أيام المهندس شريف إسماعيل رحمه الله، مع بحث التوسع فى الطاقة الشمسية، ولو اقتضى الأمر أن تقيم الحكومة مصنعا لتصنيع الألواح الشمسية فلتفعل وبدون إبطاء.

الجريدة الرسمية