صواريخ صدام حسين الخشبية والحرب النفسية!
بين يناير وفبراير من العام 1991 قرر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وكان عروبيا قوميا يؤمن بالوحدة العربية ووحدة قضايا ومعارك العرب.. نقول قرر توسيع الحرب الغربية ضده لتحرير الكويت بضرب العدو.. وكان بالفعل يمتلك صواريخ سكود الروسية التي تصل إلي الأرض المحتلة بنجاح، وكانت منظومات التصدي للصواريخ لم تصل إلي التطور الذي بلغته الآن!
أطلقت أول مجموعة من الصواريخ علي تل الربيع (أبيب بالعبرية) فلم تفعل شيئا.. ثم أطلقت مجموعة أخرى علي مدن محتلة أخرى فسقطت في أماكن مفتوحة ولم تؤثر في شيء!
كان العدو يلزم سكانه باللجوء إلي الملاجئ هربا من الصواريخ، وكإجراء احترازي كما قالوا، لكن كان الهدف الأهم من بين ذلك هو إبراز الخطر الذي يتعرض له الكيان عند الغرب فيتحول التعاطف إلي دعم وأموال وأسلحة و.. ومزيد من العدوان علي العراق!
تحول الكثيرين إلي السخرية من الصواريخ الصدامية، وكيف أنها كانت شو إعلامي لجذب التعاطف الشعبي العربي مع الرئيس العراقي ليس إلا! ثم انتهت الحرب إلي ما نعرفه وتعرفونه!
في السابع من يناير عام 2021 وفي الذكرى الثلاثين للهجوم العراقي الفاشل تبدأ المؤسسة العسكرية للعدو في نشر تفاصيل وحقائق الضربات ومعها صحفه ووسائل إعلامه.. لنعرف أن 14 صهيو نيا قضوا و222 أصيبوا و512 أصيبوا بحالة هيستريا والتحقوا بالمصحات و220 تناولوا عقار الاتروبين للتخفيف من آثار الهجمات، فضلا عن تدمير عشرات أو مئات المنازل والمرافق العامة والخاصة!
لنكتشف من جديد أننا كنا أمام خداع إعلامي عسكري هائل.. وأننا نواجه -كما قلنا عشرات المرات عبر كل وسائل الإعلام- حربا نفسية لا تتوقف أبدا حتي لو توقفت المعارك.. يديرها جهاز نشط جدا مع أجهزة أخرى نشطة للغاية.. تعرف كيف تحبط من يتصدى لها وتفسد أي فرحة تمكنها من دعمه وزيادة رصيد أصحاب تلك العمليات!
هل نتعلم الدرس؟! هل نلحظ استخدام المصطلحات ذاتها التي استخدمها إعلام جماعة الإخوان من السخرية من صواريخ القاهر والظافر إلي حد تشجيع بعض أبناء مصر من السخرية منها دون أن يدروا، وقوعهم ضحايا لحرب نفسية قذرة؟! لسه.. المعركة طويلة جدا وعلي كل الجبهات!