رئيس التحرير
عصام كامل

قبل الشكوى!

لا أعرف لماذا تنتظر الحكومة أن ترتفع أصوات المواطنين بالشكوى لكى تتحرك وتسعى لمواجهة ما يشكون منه! فالحصافة تقتضى ألا نصل بالمواطنين إلى حالة الشكوى الجماعية.. 

أقول ذلك بمناسبة تحرك الحكومة مؤخرا لتدبير نقد أجنبى لتوفير مازوت وغاز طبيعى لتشغيل محطات الكهرباء التى بات متعذرا استغناء الناس عنها في ظل موجات الحرارة التى تداهمنا منذ قبل حلول فصل الصيف رسميا، والذى يتوقع أن يشهد موجات حرارة مرتفعة ربما تفوق في درجتها موجات الحرارة التى شهدناها في أواخر فصل الربيع.

 
نعم مشكلة الكهرباء لدينا هى مشكلة نقد أجنبي، حاولنا بسياسة تخفيف الأحمال تخفيض إنفاقنا منه.. لكننا يمكننا تخفيض إنفاقنا من النقد الأجنبى بطرق أخرى غير تخفيف الأحمال.. هناك واردات عديدة يمكننا الاستغناء عن استيرادها، مثل الفواكه المستوردة والملابس الجاهزة وأدوات النظافة المستوردة والبرفانات والجبن المستورد وأدوات التجميل للسيدات وغيرها كثير، لن نموت إذا أوقفنا استيرادها لفترة من الوقت، سنة أو حتى سنتين.

 
إن تخفيف أحمال الكهرباء قد يبدو أنه  ليس له تداعيات على الاقتصاد الوطنى، لكن هذا غير صحيح.. بل إنه يؤثر على تدفق الاستثمارات الخارجية والسياحة الخارجية أيضا.. أما وقف استيراد بعض السلع فلن يؤثر على الاقتصاد سلبا.. فقط هو سوف يؤثر على استهلاك الأغنياء والقادرين لبعض الوقت.. 

 

 

وإذا كان عموم المواطنين قد تحملوا الكثير من أجل إصلاح أوجاعنا الاقتصادية منذ سنوات فما المانع أن يتحمل الأغنياء والقادرين نصيبهم من هذه الأعباء. 
 

 

وأرجو ألا تنتظر الحكومة أن يجهر الناس بالشكوى لتتحرك لإيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية.

الجريدة الرسمية