رئيس التحرير
عصام كامل

ما قبل الحرب العالمية الثانية.. نفس مشهد الثالثة!

العالم، هذا العام أقرب إلى الحرب النووية من أي وقت مضى. المشهد الدولي الساخن المضطرب ثلاثيني بامتياز، فهو يماثل ثلاثينيات القرن الماضى بتفاعلاتها وتلاطم أحداثها وتحالفاتها قبل اندلاع الحرب الدموية العالمية الثانية، التى قتل فيها عشرات الملايين من الجنود والمدنيين.


في وقت تضطرب فيه المعايير المناخية لتنذر بمزيد من حرائق ناجمة عن غضب الطبيعة وتحولاتها، يقود الغرب المتعصب العالم إلى كارثة نووية بسرعة مدهشة، بل مزعجة، كما وصف المشهد رجل الأعمال الألماني كيم دوت كوم.

 


تسارع إيقاع التوتر في العالم قبيل وعقب الزيارة التاريخية للرئيس الروسي بوتين إلى مجنون العالم بلا منازع الرئيس الكورى الشمالي كيم جونغ أون. إنها أول زيارة لبوتين منذ ربع قرن تقريبا.. ومن العاصمة الكورية الشمالية إلي هانوي عاصمة فيتنام يذهب بوتين لتعزيز التحالفات في منطقة جنوب شرقي آسيا. 


يعرف الغرب معنى الشراكة الاستراتيجية بين بوتين وكوريا بزعيمها الذي لا يكترث لأي تهديدات وتمكن من صنع دروعه النووية، ست منها أقامها وصوبها نحو الولايات الأمريكية القريبة من شواطئ بلاده. 

 

ولابد أن أجهزة المعلومات والدراسات تفحص بعناية كل حرف في البيان الصادر عن لقاء الزعيمين وبخاصة الدفاع المشترك عن كل منهما في حالة العدوان، وهذا طبيعي متوقع لكن ما يرعب الغرب حقا وبصفة أساسية هو فتح خزينة الأسرار التكنولوجية الروسية لتطوير وتكثيف الصناعات العسكرية النووية في كوريا الشمالية.


وكما قال محللون غربيون فقد انتهت زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية ليثور الجدل في عواصم الغرب من القارة العجوز في أوروبا إلى البيت الأبيض.. ففي الوقت الذي كان مقررا فيه عقد لقاء استراتيجي بين تل أبيب وواشنطن لبحث التطور الذي أدخلته طهران على حواسبها بما يعجل بسرعة إنتاج القنبلة النووية، وقد ألغته واشنطن لاحقا عقب تصريحات من نتنياهو أثارت غضبها، استدعت ادارة بايدن قادة دول اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا لاجتماع عاجل، لبحث الاتفاق المخيف بين بوتين وكيم جونغ أون.


اليابان أساسا كانت عرضة لشظايا التجارب النووية الكورية الشمالية من وقت لأخر، وكوريا الجنوبية بدورها هى الهدف الرئيسي للصواريخ النووية من شقيقتها الشمالية، فضلا عن أن سيئول، عاصمة كوريا الجنوبية، تجري سنويا مناورات استفزازية بحرية مع الأسطول الأمريكي. 


لقد سبقت الحرب العالمية الثانية في القرن الماضى سبتمبر 1939 - سبتمبر 1945، توترات وتحالفات، نراها تتجدد مع تنوع لاعبي الأدوار، فقد كانت اللعبة القاتلة داخل أوروبا وتخص القارة الأوروبية، وكان الأمريكيون بمعزل عنها حتى استدعتهم اليابان بهجومها الانتحاري على بيرل هاربور وتدمير الأسطول الأمريكي، أما فإن مركز الصراع انتقل على طول الخط من أوكرانيا إلى جنوب شرقي أسيا، الي بحر الصين الجنوبي.


التحالف الصامت بين موسكو وبكين، والتحالف المعلن بين روسيا البيضاء (بيلا روسيا) وموسكو، والتحالف الجزئي مع طهران، كلها تشير إلى خطوات احترازية، فقد ينفجر الموقف وتخرج العقول إلى فضاء الجنون.

 
يتحدثون عن نووى تكتيكي، أي القتل لأعداد كبيرة في منطقة محددة، يعقبه التدمير الشامل للكرة الأرضية.. الضارب والمضروب.. تسع دول في العالم هم النادي النووى أكبرهم روسيا ثم أمريكا ثم الصين ثم بريطانيا وفرنسا والهند وباكستان.. وإسرائيل التى تتبع سياسة الغموض الاستراتيجي بخصوص امتلاكها الرءوس النووية. 

 


الخطر يحدق بالبشر.. السماء تمطر حرائق الحر والحرارة والجفاف، وثوران في قرص الشمس، وعلى الأرض عجوز مخرف يقود العالم إلي الهاوية.. أمريكا إمبراطورية الشر ومنبع كل الاستفزازات في العالم.. تلك هي الحقيقة. وما تفعله روسيا رد فعل لحماية أمن بلادها من الناتو تسخره واشنطن لخدمة مصالحها.

الجريدة الرسمية