نحن لا نقبل النقد!
ليس المسئولون وحدهم لا يقبلون النقد وإنما الفنانون والرياضيون والمهنيون والصحفيون والإعلاميون والمثقفون لا يقبلون النقد أيضا ويضيقون به.. حتى المثقفين والسياسيين المعارضين لا يقبلون أيضا النقد ويضيقون به، رغم أنهم يطالبون ليل نهار بإتاحة النقد في البلاد وحماية من يمارسون حق النقد.. وبالطبع الاستثناءات من ذلك موجودة ولكنها للأسف محدودة، بل ومحدودة جدا!
أقول ذلك بمناسبة التصريحان الأخيرة للكابتن حسام حسن المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم، والتي صادر فيها على حق الآخرين في توجيه النقد له وللمنتخب الذي يقوده ويديره، بل واعتبر من انتقدوه يستهدفون إفشاله وإبعاده عن الإدارة الفنية للمنتخب الوطنى..
وعلى ذات السبيل سار توأمه الكابتن إبراهيم.. فما فعله الكابتن حسام وتوأمه الكابتن إبراهيم هو الشائع في المجتمع كله.. فنحن نتحدث عن أهمية حق النقد ونوجه الانتقادات للآخرين لكننا لا نرحب ولا نقبل أن يوجه الآخرون النقد لنا، وإذا فشلوا نشكك في نواياهم ونعتبرهم يمارسون العداء لنا!
والسبب الأساسي لذلك هو التعليم الذى تلقيناه أو مازلنا نتلقاه.. إنه تعليم لا يحض على ممارسة النقد، ولا يدربنا على كيفية القيام به دون أن نتورط في جريمة السب والقذف، ولا يعرفنا أن هناك قواعد وضوابط للنقد!
تعليمنا رغم الجهود التي بذلت لتطويره ليقوم على الفهم وتنمية مهارات البحث لدى التلاميذ والطلاب إلا أنه ما زال تعليما لا يصنع مجتمعا يقبل النقد ويحترم من يقوم به ما دام يلتزم بقواعد أدائه وضوابطه، التى تبعده عن مضمار السب والقذف وتركزه على الأعمال والأقوال وليس على أصحاب هذه الأقوال والأفعال!
وهكذا إذا أردنا أن نجعل مجتمعنا يرحب ويحترم النقد ولا يضيق بمن يمارسه، أو يعتبر النقد نوعا من العداء فعلينا بالتعليم.. علينا أن نستأنف تطويره الذى بدا أننا توقفنا عنه وتراجعنا عن المضى فيه.
مجتمعنا لا يتحول إلى مجتمع يرحب بالنقد ولا يضيق به كما هو الحال حاليا إلا بتطوير التعليم.. بالتعليم سنقبل النقد، وسوف نتدرب عليه ونلتزم بآدابه ولن نخون أو نكفر أو ويتعدى من يوجهون نقدا لنا وسنعرف كيف نرد عليهم بدون أن نتشكك في نواياهم أو نعلن الحرب عليهم ونعاقبهم إذا امتلكنا قدرة عقاب الغير.