رئيس التحرير
عصام كامل

المستديرة وعالمها الساخر

ما زلت أذكر يوم الجمعة الذي كنا نجتمع فيه وبعض من أبناء الجيران أمام تليفزيون بيتنا المسن والذي إذا أردت له العمل بكفاءة عالية فعليك أن تنهال عليه بين الحين والآخر ضربًا بأي شيء في يدك وقتها، وهو وحظه كي نشاهد مباراة لكرة القدم أو{الماتش} ومازلت حتى الآن لا أفهم لماذا كانت تُقام المباريات أو{الماتشات} أيام الجُمع غالبًا.


كنت أستعجب حماس من حولي وعصبيتهم عند ضياع كرة خارج الملعب أو الثلاث خشبات.. ولكن الأكثر عجبًا بالنسبة لي كانت تلك التعليقات على أداء المدير الفني، ومدى دقة قراراته وكفاءته في إدارة المباراة بل ورفض اختياره من الأساس خاصةً إذا كان قد أثبت فشله قبل ذلك.


وكثيرًا ما سمعت لماذا أخرج ذلك اللاعب رغم أدائه الجيد واستبدله بآخر أقل كفاءة ومهارة ولماذا لم يُدخل الثالث من بداية المباراة؟! ولماذا يصر على هذا التشكيل وطريقة اللعب هذه رغم أنها لم تحقق فوزًا ولم تأتِ ببطولة بل تفقدُها لمرات عديدة.


وكنت أتسآءل لما لم يفعل؟! وهل مَن حولي لديهم الحق في تعليقاتهم وآرائهم أم لا؟! وهل لديهم من التخصص الكُروي ما يؤهلهم لتقييم الأداء؟!

 

ومرت السنون ومازلت أسمع نفس التعليقات والآراء والأسئلة تقريبا في حال إخفاق فريق ما ولكن هذه المرة ليس فقط ممن حولي ولكن أيضا من ضيوف الاستديوهات التحليلية المصاحبة لكل مباراة والذين من المفترض أنهم متخصصون.

  
وهنا بدأت أسأل نفسي لماذا تُبقي الأندية على مديرين فنيين وأجهزتهم المعاونة رغم الفشل؟! ولماذا نري وجوها مرفوضة ولاعبين أثبتت التجربة داخل الملاعب أن ما لديهم من مهارة لا يعادل آمال الجماهير وحجم توقعاتهم وقدر احتمالهم لكل الإخفاقات التي يمر بها النادي أي نادي؟!


ولكن هل هم فشلوا حقا أم أنها مجرد مبالغات وقائلوها مغرضون ومتآمرون ويغيرون من هذا النجاح وهذا الكم من الإنجازات والبطولات؟


الإجابة.. تساؤلُ.. ما هو الفشل؟

الفشل.. هو أن تكون على يقين من إخفاق هذا المدير الفني وعدم تحقيقه النتائج المطلوبة منه ومع ذلك تُبقي عليه مجالس إدارات الأندية دون مبرر مقنع لجمهور النادي ومشجعيه أصحاب الحق في انتقاد الأداء.

الفشل..أن تعرف أن هذا المدرب وجهازه المعاون  يديرون الأمور بلا ضوابط  وقواعد اللعبة وخططها واستراتيجيات إدارة أساسها العلم، وتُصَدر لجماهير النادي أنه الأكفأ وهوبعيد كل البعد عن ذلك، فلو كان كُفأً ما خسر مباريات أو بطولات.


الفشل.. ألا نضع مشجعي النادي أي نادي في الحسبان ولا نأخد ملاحظاتهم وآرائهم بعين الاعتبار.. وننسى أو نتناسي أنهم هم من يقفون خلف كل نجاح ويتحملون تبعات كل إخفاق.

 


الفشل الحقيقي من وجهة نظري أن نقدم لجماهير النادي أي نادي أعذارًا لا اعتذارًا.. مبررات وزيف لا نجاحات وبطولات حقيقية.. أن نصم الآذان عن رغبات جماهير النادي ومشجعيه.. أن نستفز مشاعرهم بالتجاهل.. ونثير غضبهم بالتحايل.. ونختبر قوة احتمالهم وحبهم للنادي أي نادي بمزيد من الضغط. 
أن نعاملهم بمنطق المعلم عباس الرطل في فيلم السفيرة عزيزة {وَلَه يا لافندي إتلم واللي نديهولك تاخده}

الجريدة الرسمية