رئيس التحرير
عصام كامل

أشرف صبحى وزير خاص جدا

منذ فترة ليست بالبعيدة جمعنى لقاء بالدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة وتبادلنا أطراف الحوار فيما يخص قطاع الشباب وأحوال الرياضة في مصر، واستراتيجيات العمل الشبابي في منطقتنا العربية وفي القلب منها مصر، وما طرأ على هذا المجال من تطورات وتغييرات كبيرة.
 

والحق أقول إنني ومنذ قيام ثورة يناير التقيت وزراء كثر في وزارات مختلفة، وكثيرا ما كان يعتصرنى الألم للمقارنة بين وزراء عصر مبارك ووزراء ما بعد يناير، وكأن الدنيا تغيرت ومصر لم تعد مصر كما قال الشاعر، خصوصا أن فترة الإخوان والمجلس العسكرى كانت بمثابة انتقال "غشيم" لهذا الفارق الغريب والعجيب.


أشرف صبحي بلا ألقاب وزير من طراز خاص، وهو رجل دولة يعرف حجم إمكاناته وحدود مسئولياته، ولديه تصور واضح لما يعمل فيه ومن أجله، بمعنى أنه لا يعمل وفق أجندة يومية قصيرة المدى بحكم دراساته وملكاته وقدرته على خلق بيئة عمل إيجابية.


ومشكلة أشرف صبحى هي نفسها مشكلة كل من يعمل بالرياضة، وقديما كان لنا أستاذ يقول إن جمهور الدرجة الثالثة أكثر فهما للرياضة ولكرة القدم منا نحن الصحفيين بمن فينا المتخصصين، أي أن الرجل يعمل في قطاع يصبح فيه الخبراء أكثر من "الهم على القلب" كما يقولون.


وأيضا يعمل وزير الشباب والرياضة -أي وزير شباب ورياضة- في مساحة يبدو فيها التداخل بين الخبير ومدعى الخبرة كالفارق بين شعرة "مصبوغة" وأخرى لا تزال على عهدها.. الفارق بين الخبير وغير الخبير ضئيل للدرجة التي يختلط فيها الحابل بالنابل.


ومما لا شك فيه أن المساحة التي يعمل فيها وزير الشباب والرياضة كتلك التي يعمل فيها وزير التعليم.. مساحة تدخل في كل بيت، وهي مسافة تصبح جزءا لا يتجزأ من هموم البيوت.. بيوت الأغنياء والفقراء على حد سواء فما من بيت يخلو من شاب أو طالب، وبالتالي يصبح عمل الوزيرين هو مجال رائج للمدح والقدح على حد سواء.
 

أعود إلى الدكتور أشرف صبحى وقد أدهشنى برؤيته العلمية لما يجرى على الساحة مع إيمانه بما حقق وبما أخفق فيه، وهي مسألة قد لا يصل فيها بعض الوزراء إلى هذا التوافق أو التصالح مع الذات، فكل وزير لا يرى في نفسه إلا ملاكا أو قديسا.. أشرف صبحي لا يرى ذلك ولا يتوهمه ولا يعتقد أنه في كل ما يفعل على جانب الصواب، وإنما يظن أنه يحاول في المساحة الصحيحة.

 


وأيا كان حظ بقاء أشرف صبحي في وزارة الشباب من عدمه فإننى أرى أنه من الشخصيات النادرة التي جالستها في السنوات الأخيرة، ووجدت عندها "أمارة" في العمل الوزاري في سنوات صعبة مرت، وبها إنجازات وانكسارات غير أن الرجل يحاول دون كلل أو ملل دون أن يفقد الأمل في إمكانية الوصول إلى نتائج أكثر إيجابية.

الجريدة الرسمية