رئيس التحرير
عصام كامل

أعجوبة أمريكية!

 بعد إدانة ترامب قضائيا صار حبسه أمرا محتملا حتى ولو كان محدودا فى ظل أنه من حقه الاستئناف على الحكم، وأيضًا فى ظل تقدمه فى السن الذى قد يجعل حكم حبسه مع وقف التنفيذ.. وإزاء ذلك يواجه الأمن الأمريكى مشكلة جديدة عليه تماما لم يتعرض لها من قبل.. 

فحتى لو لم يفز ترامب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فإنه الآن رئيسا سابقا لأمريكا وله قانونا حق الحماية الأمنية مثل كل رؤساء أمريكا السابقين، والحماية الأمنية تتم بواسطة تواجد رجال الأمن بجواره أو بالقرب منه، فكيف ستتم الحماية الأمنية له إذا صدر حكم بحبسه؟!  


هل سيعيش رجال الأمن المكلفين بحراسته معه داخل السجن؟! وكيف يتأتى ذلك؟! ألا يعتبر ذلك عقابا لهم على جرم لم يرتكبوه، حتى ولو تبادلوا مع زملائهم ورديات حماية ترامب؟! 


إنها مشكلة تقنية فنية تواجه الأمن الأمريكى الآن ويبحث لها عن حل لا ينتقص من حق رجال الأمن المكلفين بحماية الرئيس السابق ترامب في ألا يشاركوه ذات العقوبة! وهى مشكلة أهون كثيرا من إحتمال فوز ترامب الذى ترجحه استطلاعات الرأى الامريكية حتى الآن.. لإنه إذا فاز وقد صدر حكما بحبسه لن يحرم من تولى مسئوليات الرئيس المنتخب كما أفتى كثيرون فى أمريكا! 

 

لذلك قد يكون حل هذه المشكلة فى أن ينجح ترامب فى عدم صدور حكم بحبسه والاكتفاء بتغريمه ماليا أو صدور حكم بتحديد إقامته فى منزله، أو صدور الحكم بالحبس مع وقف التنفيذ، أو فى نجاح ترامب فى دحض  الحكم بحبسه وإلغاءه أمام محكمة أعلى كما قرر ذلك بالفعل! 

 


وهكذا.. مازالت أمريكا بلد العجائب حتى الآن.. فهى تبتكر أعجوبة جديدة لم تشهدها الدول التى تتعامل مع حكامها السابقين إما بالقتل أو الحبس حتى بدون حكم قضائى أو النفي بدون منحهم حق الطعن أمام القضاء.. بل إن الانتخابات الأمريكية ذاتها أعجوبة خاصة فى حد ذاتها لأنها تدور بين مرشح ملاحق قضائيا وآخر تتوه منه الذاكرة أحيانا.

الجريدة الرسمية