الشفافية والكتمان!
لا أعرف لماذا التزم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المكلف بالكتمان في أمر تشكيل الحكومة الجديدة؟! لماذا لم تتم لقاءاته بالمرشحين للحقائب الوزارية في العلن يتابعها الإعلام والصحافة كما كان يحدث دوما من قبل؟! لماذا اختار الدكتور مدبولي الكتمان ولم ينحَز للشفافية في أمر تشكيل حكومته الجديدة؟!
إن الدكتور مصطفى مدبولي سوف يعرض تشكيل حكومته على البرلمان بعد يومين للحصول على موافقته عليها، وسيعرف الناس تشكيلها بالكامل.. وحتى لو تأخر ذلك يوما آخر فإن كل ما يخص تشكيلها سيعرفه الناس الأسبوع المقبل على أكثر تقدير، فلماذا الكتمان إذن على مشاورات تشكيل الحكومة؟!
ربما يقول البعض إننا نحن المصريين نعمل بالمثل الشعبي القائل (داري على شمعتك).. لكن ذلك ليس مقبولا فإن تشكيل الحكومة يهمهما أن تحظى بالرضا الجماهيري.. فضلا عن أن التعامل مع الناس تقضى التزام الشفافية الكاملة في كل شيء ولحكمة ستدير شئون حياتهم وستكون مسئولة أمامهم قبل البرلمان..
إن الكتمان في تشكيل الحكومة الجديدة يقلق الناس لأنه يشير إلى أن رئيسها يفضّل الكتمان على الشفافية رغم أن الكتمان يضر لا يفيد في شيء، خاصة وأننا نعيش عصرا لا يضمن الكتمان وإخفاء شيء، وما لا تنشره وسائل الإعلام يتسرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. عصرنا الحالي الذي نعيشه هو عصر الشفافية وليس عصر الكتمان.. ومهما التزم أحد بالكتمان سوف يعرف أمر ما أخفاه سريعا.
ثم إن تشكيل الحكومات قبل عقود مضت كان يتم تحت أعين الصحفيين والإعلاميين، الذين كانوا يرصدون لقاءات رئيسها المكلف مع المرشحين للحقائب الوزارية، وكانوا يلتقون بهم بل ويسألونهم عن الحقائب الوزارية المرشحين لها وماذا سيفعلون عندما يتسلمونها رسميا.. وكثيرون يتذكرون كيف كان الدكتور يوسف غالي يداعب الصحفيين ويقول لهم إنه ترشح لوزارة الأوقاف.