بالدينار!
من القصص التي حولت بوصلتي في الحياة، هي قصة الخادم الذي سمع ذات يوم عن شجرة يسكنها شيطان ويغري الناس حتى يعبدوه، ويتركوا عبادة الله الذي أحبهم وأحبوه لسنوات كثيرة بسبب اغراءات الشيطان، وقرر أنه لابد من قطع تلك الشجرة حتى يعود الناس إلى رشدهم ويرجعوا إلى الله من جديد.
وذهب وبدأ في قطعها ولكن حينها صارعه الشيطان ودار صراع طويل بينهم، ولكن تمكن في نهايته الخادم من الشيطان وقبل أن يهزمه عرض عليه الشيطان عرض من نوع خاص، وهو أن يتركه في مقابل دينار ذهبي يتركه يوميًا تحت وسادته، وهنا لمعت عين الخادم ووجده عرضًا مغريًا وقرر أن يتركه.
وأصبح كل يوم عندما يستيقظ يرفع وسادته ويجد الدينار ويأخذه، واستمرعلى هذا الحال، حتى صباح يوم استيقظ فيه ورفع وسادته لكنه لم يجد يومها الدينار الذهبي، فقرر أن يذهب ويقطع الشجرة، ولكن دار صراعًا مجددًا بينه وبين الشيطان ولكن يومها لم يستطع أن يهزم الشيطان كالمرة السابقة..
فتعجب الخادم وتساءل في نفسه لماذا لم يتمكن من الشيطان، لكن الشيطان جاوبه بأنه في المرة الأولى كان يحارب من أجل الله ولكن الآن أصبح يحارب من أجل شهوته ونفسه.
كم من مرة نشعر بأننا بعد أن أحرزنا خطوات، لم نعد نستطيع أن نحرز خطوات جديدة أو نخطو خطوات جديدة، نحو أهدافنا أو حياتنا الروحية أو اليومية؟ كثيرًا ما نشعر بهذا عندما نبعد عن الهدف الحقيقي لنا ولحياتنا وهو أن نمجد الله سواء في حياتنا الروحية معه، أو في حياتنا وأهدافنا اليومية لها..
ففي بداية الأمر نطلب مساعدة الله وعونه لنا حتى يتمجد في حياتنا، ولكن سرعانًا ما ننسى كل هذا ونبتعد عن الهدف الحقيقي ونبدأ في البحث عن المجد الذاتي وسمو الصورة الذاتية على التواضع وانكار الذات لإعلان صورة الله فينا وفي حياتنا.
علينا يا عزيزي، بين كل حين والآخر أن نراجع أنفسنا وحياتنا، وأن نجلس في جلسة حقيقة نقف فيها مع النفس، ونعيد التفكير في حياتنا وأولوياتنا وبوصلتنا في الحياة، هل مازلنا نسير في الطريق حتى نجد الله في كل خطوة فيه؟ أم نسير فقط بحثًا عن الذات وأهواءها وشهواتها حتى تعلو الصورة الذاتية ونشعر بالمجد الذاتي ويختفي وقتها مجد الله فينا؟
لأننا في ذلك الوقت ربما نكسب صورة ذاتية وربما وربما وربما، لكن حينما نخسر مجد الله، يصبح كل ما كسبناه في مهب الريح ولا قيمة له.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih