في لحظة!
حكى أحد الأشخاص أنه كان قد تقابل مع أبينا القمص بيشوي كامل قديس كنيسة سبورتنج قبل نياحته وكان بقلبه شوق رهيب للإعتراف والتقرب إلى حضن المسيح، بعد أن عاش سنوات عدة بعيدة عن حضن الكنيسة والله، ولم ينطق سوى بكلمات معدودات لرجل الله القديس أبونا بيشوي حيث قال له: "عايز أقعد معاك اعترف".
وبابتسامة ووداعة أبونا الحبيب بيشوي كامل رحب به وأخبره أنه يمكنه أن يجلس معه في ذلك الوقت، فأخبره صديقنا بأنه يريد على الأقل لثلاث ساعات متواصلة ليتحدث معه عن حياته وشهواته ويعطيه صورة مفصلة عن حياته التي عاش فيها بعيدًا عن حضن الله والكنيسة لسنوات، وأن الموضوع لن يكون بالهين والسهل، ولكن ابتسم أبونا بيشوي كامل وأخبره أن لديه كل الوقت الذي يريده.
ويكمل هذا الشخص كلامه، أنه بمجرد الجلوس والحديث لمدة خمس دقائق فقط، شعر وكأن أحمال كالجبال سقطت من على عاتقه، وكأن سلاسل كانت تقيد عنقه شعر وكأنها انحلت في تلك الدقائق البسيطة، ولم يعد يجد كلمات يسردها، ولكن طلب من أبونا بيشوي أن يعطيه حلًا ليتناول من الأسرار المقدسة، فأخبره أبينا بأنه لا مانع وأه حتى مهما بلغت خطاياه، سيبيض كالقرمز بالتناول من الأسرار المقدسة.
فأوقات كثيرة يا صديقي، نشعر أن حمل الخطية يكسر أعناقنا، وصرنا كمن يحمل أكام الجبل فوق عنقه لكثرة خطاياه، وكلما حاول مجددًا لينهض منها وينفض عن نفسه تراب السقوط، يعود ويسقط مجددًا ويشعر بخيبة الأمل واليأس يتسلل إلى قلبه حتى يبدأ في الشعور بأنه لا رجاء له في الخلاص أو النهوض!
لكن ما يطمئن هو عندما نتذكر ما نصليه 7 مرات يوميًا في صلوات السواعي اليومية وبالتحديد في المزمور الخمسين في مقدمة كل ساعة عندما نصلي ونقول: "تغسلني فأبيض أكثر من الثلج"، فربما نشعر أحيانًا أنه لا مفر من الهلاك في الخطية، لكن بمجرد أن نأخذ خطوات بسيطة نحو الله، نجده يأتي ليغسلنا من أدناس خطايانا، ويجعل قلوبنا تبيض أكثر من الثلج.
فقبل أن يخدعك الشيطان أن لا خلاص لك، ذكره أنت أن مازال باب الله مفتوح أمامك وينتظرك، ومازال قلبه يشتاق للحظة رجوعك، ومهما أتعبتك وكثر عليك تراب الخطية، مازال إلهك قادرًا أن يقيمك وينفض كل التراب من عليك ويرجعك إلى الحلة الأولى، بمجرد أن ترجع إليه بشوق وبحب كما هو ينتظرك بهم أيضًا.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih