أتى المسيح لأرضنا
نحتفل اليوم بتذكار دخول السيد المسيح -له كل المجد- برفقة يوسف النجار ووالدة الإله كلية الطهر والطوبى القديسة العظيمة العذراء مريم، إلى أرض مصر، لتتم نبوات العهد القديم عن مجيء المسيح لأرضنا الحبيبة مصر، وحتى تتوج زيارات ومجيء الأباء والأنبياء لمصر بمجيء السيد المسيح إليها أيضا وهو طفل برفقة العائلة المقدسة.
فمصر التي أتى إليها أبينا إبراهيم أبو الأباء والأنبياء، والعفيف يوسف البار، وخرج بشعب الله منها نبي الله موسى، لها دائمًا مكانة خاصة ومميزة في قلب الله، لذلك لا عجب في مجيء المسيح شخصيًا لها وهو طفل ويكون له مذبحًا وسط أرض مصر والذي تحققت من خلاله تلك النبوة في دير المحرق العامر بجبل قسقام بمحافظة أسيوط بصعيد مصر.
والمسيح عندما أتى إلى مصر هروبًا من هيرودس الذي كان مزمعًا أن يهلكه كما يذكر لنا الكتاب المقدس في حلم يوسف النجار عندما رأى الملاك في منامه يقول له أن يأخذ الصبي وأمه ويهربوا إلى مصر، لم يكن هروبًا كنوع من الجبن أو قلة الحيلة، أو محاولة لعدم المواجهة، بل كانت نوع من إيجاد السلام في وجه عالم لا يعرف سوا رد الشر بالشر.
فالسيد المسيح وهو الذي له السلطان على الطبيعة والمرض والموت، كان يقدر أن ينهي هيرودس، أو أن يتصدى له بصور عدة، ولكنه فضل أن يأتي لمصر بدلًا من الدخول في صراع لن يفيد، بل هو أيضًا علمنا كيف أن نكون مسالمين في وجه الشر وألا نرد الشر بشر، بل نرده بالخير وبالسلام ونكون صانعي سلام حتى مع مبغضي السلام والذين يريدون الشر.
وأتى ليبارك بلادنا الحبيبة والتي خص شعبها بالبركة، حيث يقول الكتاب عن شعب مصر: "مبارك شعبي مصر"، ليوضح لنا مكانة شعبنا على قلب الله على مر العصور والأجيال، فبركة الله التي كانت في العهد القديم الذي ذكرت فيه آية مبارك شعبي مصر، استمرت في العهد الجديد بمجيء المسيح له كل المجد إليها، ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا بحمايته لنا ولها.
كل عام ونحن نتذكر هذا اليوم العظيم الذي دخل فيه مخلصنا الصالح إلى أرضنا الحبيبة مصر، وكل عام ونحن شعبه المبارك والمحبوب والمقرب لقلبه، وفي كل عام نرى حمايته لنا ولأرضنا، ونطلب أن يديم سلامه علينا ويحمي بلدنا وأرضنا، وأن ينهي كل حروب العالم ويسود في العالم السلام والطمأنينة والهدوء.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih