رئيس التحرير
عصام كامل

صانه كحدقة عينه

في مرة راعي كان طالع وسط خرافه وبيمشي بيهم وسط المراعي وبيخليهم يلعبوا ويفرحوا ويشوفوا حاجات جديدة معاه، ولكن وهما ماشيين، وصلوا لمكان شبه مقطوع، لا فيه حد، ولا فيه أثر لخضرة أو لوجود أي حد أو نبات حتى في المكان ده.

 

لكن وسط المكان المقطوع ده لقى الراعي خروف صغير متعلق بين أشواك ومتجرح من كل حتة، كأنه كان بيهرب من ديب أو حيوان مفترس كان بيجري وراه لحد ما وصل المكان ده واتعلق فيه لوحده، وساعتها صعب عليه جدًا وقرر يفكه من ربطته وياخده يساعده ويربيه.

 

وفكه فعلًا وخده معاه لحظيرته اللي بيربي فيها خرافه، وابتدى يهتم بيه، وابتدى يرعاه رعاية خاصة غير كل الخراف التانية، لحد ما ابتدى الخروف الصغير يخف من كل جراحه، وكمان يستعيد صحته ويبقى قادر يقوم ويعيش ويلعب ويعمل كل حاجة زي بقية إخواته في القطيع.

 

أوقات كتير ساعات مبيبقاش بيجري ورانا دب ولا تعلب ولا حتى أسد، ولكن بنجري من حضن ربنا لحضن الخطية وحضن الشهوة وكل حاجة تبعدنا عن قلبه وتتعبنا وتكسرنا لحد ما فعلًا ننكسر وتحاول تخلينا ملناش قومة تاني.

 

لكن في وسط كل ده، تفضل محبة ربنا اللي بتدور علينا وبتحاول تلاقينا كراعي صالح، واللي فعلًا تعب لأجلنا إحنا المرضى، ووقت ما بيلاقينا ونلين إحنا دماغنا ونرجع لحضنه، بيبقى المشهد أشبه بآية حلوة أوي في سفر التثنية في الكتاب المقدس، لما الكتاب كان قال: "‏وَجَدَهُ فِي أَرْضِ قَفْرٍ، وَفِي خَلاَءٍ مُسْتَوْحِشٍ خَرِبٍ. أَحَاطَ بِهِ وَلاَحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ. (تث 32: 10)".

 

 

أحاط بينا علشان يحمينا من الخطية المسيطرة علينا، ولاحظنا علشان يرعانا كأب حنين، وصان حياتنا كحدقة عينه لأنه الراعي الصالح اللي بيحب خرافه وبيخاف عليها، الله يا عزيزي بيحبك وبيرعاك، المهم قرر أنت عايز تفضل بعيد عنه ولا ترجع لحضنه؟
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih

الجريدة الرسمية