رئيس التحرير
عصام كامل

عادل إمام: أفكر في فيلم يجسد أوجاع الأمة العربية!

أواصل في مقال اليوم استكمال ما أعدت نشره من حواري مع زعيم الفن العربي الفنان عادل إمام والذي أجريته معه عام 2003 أثناء تصوير فيلمه التجربة الدنماركية، حيث ذكر أن مؤلف الفيلم يوسف معاطي وموضوع الفيلم الذي يطرح مشاكل وتجاوزات أولاد وزير لأول مرة في السينما هما سبب قبوله له.. 

 

كما نفى قلقه من المقارنة مع النجمين الكبيرين كمال الشناوي وأحمد زكي اللذين هما أكثر من أبدع في لعب دور الوزير، كذلك تحدث الزعيم في الجزء الأول من الحوار عن دور الفنان في التعبير عن مشاكل مجتمعه وأمته وعن رفضه لمنصب الوزير أو عضو مجلس الشعب إذا عرض عليه.


أما في الجزء الثاني والأخير من الحوار فيتعرض فيه الفنان عادل إمام لاستمراره في الدفع بالشباب في التمثيل والتأليف والإخراج مجددًا وعن رفضه العودة للأعمال التليفزيونية وعن منصبه كسفير للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين.

الاعتماد على الشباب

سألت الزعيم: هل اعتمادك في فيلمك الحالي التجربة الدنماركية على الشباب سواء في التمثيل أو التأليف أو الإخراج أو التصوير يعد اتجاهًا جديدًا لديك ستتبعه دومًا اعترافًا منك بأهميتهم في السينما حاليًا؟
فأجاب: لا إتجاه جديد ولا شيء، فأنا منذ سنوات عدة أحب تطعيم أفلامي بالشباب، فكانت حنان شوقي في الإرهابي ثم شيرين سيف النصر في النوم في العسل، فمنال عفيفي في الواد محروس بتاع الوزير، فخالد سرحان وتامر عبد المنعم ودنيا عبد العزيز في آمير الظلام، والذي كان فيه المخرج أيضًا شابًا هو رامي إمام.. 

 

وفي فيلمي الحالي أعطي مساحة أكبر للشباب في كل مجالات السينما والسبب الموضوع الذي حتم ذلك.. التمثيل نيكول سابا بطلة العمل وكذلك مجدي كامل وخالد سرحان وتامر هجرس وأحمد التهامي والأربعة أولادي في الفيلم وهم من الشباب الواعد جدًا وأثبتوا جدارتهم في أعمال سابقة..

وكذلك المؤلف يوسف معاطي الذي تحدثت عنه من قبل، ومدير التصوير أحمد عبد العزيز والمخرج علي إدريس الذي أعجبني بشدة في فيلمه الأول أصحاب ولا بيزنس وكان قد رشحه لي الصديق الكاتب الكبير وحيد حامد ومنذ أول يوم تصوير بالفيلم وجدته يمتلك رؤية جيدة وإمكانات متميزة.


فبادرته ولكن هل معنى تعاونك مع المخرج علي إدريس وقبله رامي إمام أنك قررت التعامل مع المخرجين الشباب فقط وأنهيت سنوات العسل الطويلة مع المخرجين الكبار؟
رد الزعيم نافيًا ذلك: هذا غير صحيح لأن الفيلم هو الذي يحدد المخرج، فلما كان الفيلم السابق آمير الظلام يحتاج مخرجًا شابًا كون أبطاله وموضوعه عن الشباب، استعنت برامي ونجح الفيلم تمامًا وأثنى الجميع على اختياري له.

 
ونفس الحال بالنسبة للتجربة الدنماركية الذي يلعب الشباب دورًا محوريا فيه، ومن ثم اخترت علي إدريس لكونه واحدا من هؤلاء الشباب، وبالمناسبة أنا رشحت أولًا المخرج الكبير نادر جلال لهذا الفيلم قبل أن يشير علي وحيد حامد بعلي إدريس، ورغم ذلك فمن الوارد جدًا أن أعاود التعاون مجددًا مع نادر جلال وسمير سيف ومحمد عبد العزيز أكثر المخرجين عملًا معي.

اللمبي وأنا والتليفزيون

وعن توقعه لحدوث عملية غربلة لنجوم الكوميديا وظهور نجوم جدد كما حدث مع محمد سعد بفيلمه اللمبي الذي اكتسح إيرادات السينما وتراجع هنيدي ورفاقه قال الفنان عادل إمام:
الفن دائما خارج التوقعات، ومن ثم لا يمكن معرفة ما سيحدث مستقبلًا، خاصة مع تغير المقاييس تماما عند الجمهور الذي صار وحده من يرفع عاليا فنانا أو العكس.. 

 

وأنا قلت هذا منذ سنوات أنه من يمتلك قاعدة جماهيرية أكبر وأقوى هو من سيستمر، وليس معنى أن يحصد فيلم إيرادات ضخمة أن يواصل نجمه على نفس المنوال في أفلامه التالية، فهذا شيء غير مضمون بالمرة، وهو ما حدث في الموسمين الماضيين عندما فشلت أفلام نجوم كوميديا كانوا يحققون إيرادات كبيرة من قبل.. 

 

وقد يظهر قريبًا نجوم جدد يحصدون الإيرادات المرتفعة مثلما حدث مع محمد سعد وفيلمه اللمبي الذي أرفض تماما ما تعرض له من هجوم وكأنه ليس فيلمًا بل جريمة  فيجب أن نقف على أسباب نجاحه ونحللها ونحترم صناعه ولا نذبحهم.. وبالنسبة لي أنا لا أفكر في منافسة أحد غير عادل إمام!


وعندما سألت الزعيم عن موقفه الرافض للعودة للتليفزيون رغم أن أغلب الكبار من النجوم والمخرجين اتجهوا إليه في الفترة الأخيرة رد:
اعتقد أن وقتي حاليا لا يسمح لي بالعودة للتليفزيون، لأنني مركز في السينما والمسرح والعمل كسفير للنوايا الحسنة للأمم المتحدة.. 

 

ولكن إذا وجدت العمل التليفزيوني المغري جدًا لن أتردد في قبوله، خاصةً أن التليفزيون جهاز خطير جدا نجح خلال السنوات الأخيرة في تقديم أعمال متميزة أعادت احترام الناس للشاشة الصغيرة مثل أم كلثوم وقاسم آمين للمخرجة الرائعة إنعام محمد علي.

سعادة السفير


وعن منصبه كسفير للنوايا الحسنة لغوث اللاجئين.. ماذا أضاف له وماذا أضاف هو لهذا المنصب قال الفنان الكبير عادل إمام:
اعتقد أن كلا منا أضاف للآخر ولا يزال يضيف.. فأنا سعيد بعملي التطوعي الشرفي الذي لا أتقاضى عليه أجرا كسفير للأمم المتحدة لشئون اللاجئين للعام الرابع، رغم أن ذلك العمل يتطلب مني مجهودًا إضافيا وسفرا إلى العديد من الدول مثل اليمن والصومال وأفغانستان وجعلني أقترب أكثر من مشاكل هذه الدول وقضايا اللاجئين بها والتي تشهد أوضاعا غير إنسانية مريرة.. 

 

واعتقد أن الفنان بما لديه من شعبية في العديد من الدول يكون مؤهلًا للقيام بدور فعال في هذا المجال، وهذا عمل عظيم ونبيل يضطلع به كبار المشاهير في العالم مثل مايكل دوجلاس وداني جلوفر ومحمد علي كلاي.

 

وأخيرًا سألت الزعيم عن مشروعاته الفنية المقبلة فأجاب:
ساستمر في عرض مسرحية بودي جارد للعام الخامس على التوالي بنجاح كبير، كما أفكر في فيلم سينمائي كبير عن مشاكل وأوجاع المواطن العربي حاليًا، من خلال مواطن يعمل بالعراق ويضطر للتنقل بين دول الخليج فيواجه صعوبات ومشاكل عديدة؟!، كما أتمنى أن أعمل فيلم آخر عن أوضاع اللاجئين في الوطن العربي.

الجريدة الرسمية