من الضيقة للبركة
في حياتنا اليومية، كتير بنقابل مواقف صعبة وضغوط كتيرة، وساعات بنحس إن الدنيا ضيقة ومفيش فرصة لأي شعور بالأمل يفضل فينا وفي قلبنا، وبتتحول حياتنا لكتلة من المشاعر السلبية، ونبدأ نحس إن حياتنا بقت عبارة عن ليل طويل مفهوش نهار، ولا يمكن يجي من بعده نور تاني من كتر اليأس اللي بيتسرب لنفوسنا.
لكن في عتمة ليل التجربة الصعبة، نلاقي وعد من ربنا زي شعاع نور بيدخل لنا من الكتاب المقدس وبيقول لنا: "فَحَوَّلَ لأَجْلِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَ" (تثنية 23:5)، وده مش مجرد كلام، ده وعد إن كل الصعاب اللي بنمر بيها دي في الحقيقة بتبقى لصالحنا ومش آخر الدنيا، لكن بداية لحاجات كتيرة هنعرفها بعدين.
المشاكل اللي بتيجي في طريقنا دي مش بتبقى عشان تكسرنا، لأ، دي بتبقى عشان تقوينا وتطلع مننا نسخة تكون الأحسن والأفضل لينا ولحياتنا من خلال قوة ربنا اللي بتتشكل فينا وقتها وبتغير فينا حاجات كتير وبتوربنا جوانب تانية كتير كان ممكن نكون غفلانين عنها ومنعرفهاش غير من خلال التجربة اللي بيسمح بيها.
ربنا يا عزيزي مش بيسمح بالضيقة إلا لما يكون فيها خير لينا والأجمل من ده كله، إنه مش بيسيبنا نواجه الدنيا لوحدنا ولا بيسيبنا في وادي ظل الموت لوحدنا، لكن دايمًا ربنا معانا وبيدينا القوة والصبر وبيعزينا ويبعت لنا السلام وقت التعب والضيقة ونحس بايده الحنينة دي وهي بتقومنا من وسط تعبنا وضيقاتنا.
والمدهش أكتر يا عزيزي، أن لما الزمن يعدي ونبص ورا، هنلاقي إن الحاجات اللي كانت هدانا ومكسرة فينا، هي اللي خلتنا أقوى وأحسن، والإيمان بأن ربنا بيحول الضيقة لبركة بيدينا الأمل والقوة إننا نقابل الحياة بكل اللي فيها من تحديات من غير خوف ولا قلق لكن بثقة أنه بيتصرف حتى لو مش عارفين ازاي.
وفي الآخر، لازم نفتكر دايمًا إن ربنا معانا، بيحمينا وبيقودنا، وكل اللي بنمر بيه ده هيتحول لخيرنا وبركتنا لأنه هو صانع الخيرات، ومش بيسمح غير بالخير ولا بيجيب غير الخير، ولحد ما الضيقة تعدي لازم نصبر ونتوقع خلاص الرب.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih