تصريحات رئيس الشروق بداية مبشرة.. ويبقى التنفيذ!
لديّ قناعة أن المسئول المبدع- أي مسئول- يمكنه أن يغزل برِجْل حمار كما يقولون، شرط أن يتجرد للوظيفة العامة وألا يعتبرها مغنمًا أو نفوذًا أو بابًا خلفيًا للتكسب؛ بل لابد أن ينظر إلى يوم سيأتي حتمًا فيترك تلك الوظيفة مهما علت أو دنت، وأن يحسب لذلك اليوم حسابًا، فلا يبتغى بالوظيفة إلا رضا الله، وتخفيف العبء عن المواطنين..
فمثلا رؤساء الأجهزة في المدن الجديدة يمكنهم رفع منسوب الرضا الشعبي، بالنزول للناس أينما كانوا، فيذلل لهم العقبات وييسر لهم الخدمات، وأن يصلح مطبات الشوارع مثلًا، ويتابع شركات النظافة وأداء المرافق وجودة الخدمات فذلك لا يحتاج ميزانيات ضخمة، لكنه يمكن أن يحقق الرضا الشعبي.
وحسنًا ما تفعله وزارة الإسكان بإجراء حركة تنقلات بين رؤساء المدن الجديدة وأجهزتها؛ وهو ما يمنع تشكل مراكز قوى تفتح أبواب الفساد على مصاريعها؛ خصوصًا في ظل ثقافة بيروقراطية لا تنكر أن فساد المحليات للركب أو ربما تجاوز تلك الركب بمراحل!
مطالب سكان الشروق
تصريحات الرئيس الجديد لمدينة الشروق المهندس محمد عبدالمقصود تبعث على الارتياح والطمأنة لسكان المدينة شريطة أن تخرج لحيز التطبيق الفورى، وظنى أنها ستخرج، فالرجل طلب من مساعديه ردِّ الشيء لأصله، وهو مبدأ مهم تفتقده كثير من المناطق رغم أنه أبسط حقوق المواطن..
فحين تقوم هيئة أو شركة ما بعمل إصلاحات أو مشروعات في مدينة أو قرية ما ثم تترك الشوارع بحفرها وتكسيرها لتبدأ رحلة الناس مع معاناة يومية هنا وهناك؛ وأبسط شيء أن تقوم تلك الشركة (كهرباء أو غازًا، أو تليفونات) بردم تلك الحفر وتسوية الشوارع وإعادة رصفها كما تسلمتها لا أن تتركها على حال من الفوضى، لا لشيء إلا أنها أمنت العقاب!
وليسمح لي المهندس محمد عبد المقصود أن أهمس في أذنيه؛ بضرورة العناية بالنظافة التي لا يظهر عمالها إلا في المواقع المهمة فقط مثل الميادين والشوارع الرئيسية تاركين بقية المناطق دون اهتمام، وهو ما يحتاج لقيام رئيس المدينة بتوجيه معاونيه لتشديد الرقابة والمتابعة ليس للنظافة وحدها بل لكل دولاب العمل الحكومي الذي مهمته خدمة المواطن وتمكينه من حقوقه ومتطلباته الحياتية.
ننتظر عودة عربات الرش لتجوب الشوارع كما كانت، فتلك عملية مهمة تحمى السكان من الحشرات الضارة، ناهيك عن حاجة الحدائق العامة وبين الأبنية لصيانة ورعاية مستمرة حتى يعود للخضرة بهاؤها ونضارتها؛ خصوصًا أنها يصرف عليها ملايين الجنيهات تذهب لشركات الصيانة التي تركتها بحالة يرثى لها!
أما المرافق وتحديدًا مياه الشرب فهى في حاجة لمزيد من الاهتمام تضع حدًا للأعطال الكثيرة التي لا تنتهى وكلما سألت عن أسبابها قيل لك إنه يجري تركيب خزان جديد.. ويبقى أن نشد على يدى المهندس محمد عبدالمقصود ليتولى ضبط أمور مدينة الشروق لتعود كما كانت آية في الجمال والهدوء والنظافة وجودة خدمات الكهرباء والمياه وجمال الزرع في الحدائق والمساحات الخضراء..
صدقونى الفرق بين النجاح والفشل هو ذاته الفرق بين كسب احترام ورضاهم أو سخطهم على الموظف العام الذي يتمنون بقاءه إن أحسن ويعدون الأيام انتظارًا لرحيله غير مأسوف عليه.. ولا يبقى إلا الذكر الحسن والسيرة الطيبة التي هي عمر ثانٍ!