رئيس التحرير
عصام كامل

عادل إمام: ظلموني كثيرًا ولكن لم أنكسر أبدًا!

أواصل في مقال اليوم تذكر وسرد بعض الآراء والتصريحات والأسرار التي كشفها لي زعيم الفن العربي عادل إمام، من خلال العديد من الحوارات الصحفية التي تشرفت بإجرائها معه عبر سنوات طويلة من الصداقة والود والتقدير المتبادل، القائم على أسس الصراحة والصدق من جانبه، والأمانة والموضوعية من جانبي، بعيدًا عن الرغبة في الفرقعة الإعلامية والمانشيتات المثيرة بهدف ركوب الترند بلغة السوشيال ميديا حاليًا!


وبعد أن تناولت في المقال السابق بعض كواليس وأسرار وتصريحات أول لقاء صحفي لي بالفنان الاستثنائي عادل إمام، أثناء تصويره لفيلم الواد محروس بتاع الوزير، بطولته مع الراحل العظيم كمال الشناوي، والذي جاءتني ومازالت ردود أفعال وتعليقات إيجابية جدًا والحمد لله عليه.. أعود اليوم في جولة أخرى لي من جولات الحوار والمبارزة الصحفية المثيرة مع الزعيم بعد اللقاء الأول بنحو عام تقريبًا.. 

أثناء تصويره أيضًا لفيلمه التالي هاللو أمريكا الجزء الثالث من سلسلة أفلام بخيت وعديلة، بطولته مع شيرين وتأليف لينين الرملي وإخراج نادر جلال، بحارة استوديو الأهرام وهو الفيلم الذي صورت معظم أحداثه بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة عام 1999.

زيف الحلم الأمريكي

في البداية قال الفنان عادل إمام عن تجربة الأفلام ذات الأجزاء عندما قلت له إنها تجربة غير مسبوقة في السينما المصرية: فعلًا هذا صحيح حيث أقدم 3 أجزاء من عمل واحد، رغم أنه أمر معتاد في أوروبا وأمريكا، والحقيقة أنا صاحب هذه الفكرة مع المؤلف لينين الرملي.. 

 

وقد رأيت أن نتابع بخيت وعديلة كنموذجين من المجتمع اثنان من البسطاء يحلمان بالثراء والسلطة وهذا هو هاجسهما من خلال الأجزاء الثلاثة، ولكنهما يفشلان في كل مرة في التصرف في الثروة التي يحصلان عليها.. 

 

مرة عن طريق الصدفة عندما يعثران على حقيبة بها ثروة كبيرة من الدولارات، والثانية حينما يترشحان بمجلس الشعب من أجل الفلوس والامتيازات وبالطبع يكون مصيرهما الفشل والعودة إلى الفقر مرة أخرى، أما في الجزء الثالث هاللو أمريكا فهما يلهثان وراء الحلم الأمريكي، حيث الحياة السهلة المرفهة والحريات، كما صورت وسائل الإعلام ذلك، ولكن يصدمان بشدة عندما يكتشفان زيف هذا الحلم على أرض الواقع!

 
وعن إمكانية وجود أجزاء أخرى من هذه السلسلة أكد الزعيم أن هذا أمر وارد جدًا، طالما أن 
الأفكار والأحداث تتداعى والظروف تتغير وتأتي دائمًا بالجديد من المشاكل والمتغيرات، ومن ثم ليس مستبعدًا أن أقدم أجزاء عديدة من بخيت وعديلة حتى يموتا في النهاية!


وعندما قلت له ولكن الجزءين السابقين لم يحققا النجاح الفني والجماهيري الذي تعود عليه الزعيم في معظم أفلامه قال: غير صحيح بالمرة فالاثنان حققا النجاح والجزء الثاني حصد نجاحًا وإيرادات أعلى من الأول عكس ما هو شائع!

نادر وشريف ووحيد 

وبخصوص تركز تعاونه مع المخرج نادر جلال عبر ثلاثة أعمال متتالية، وما تردد عن انفصاله عن مخرج ومؤلف أهم أفلامه الثنائي شريف عرفة ووحيد حامد، أوضح الزعيم أن المخرج نادر جلال صديق قديم له منذ أواخر الستينيات وتعاون معه في 10 أفلام قبل هاللو أمريكا، تحمل تيمات متنوعة.. الأكشن، الكوميدي الصرف، الفلسفي المنهجي مثل الإرهابي، ومن ثم فهما متفاهمان جدًا وبينهما كيمياء خاصة.. 

 

وليس معنى ذلك أنه مكتف بالتعامل معه فقط دون غيره من المخرجين، بل طبيعة الفيلم هي التي تحدد اختياره للمخرج، وهو ما تعكسه أفلامه مع محمد عبدالعزيز أكثر مخرج تعاون معه وسمير سيف، أما بالنسبة لشريف عرفة فهو لم ينفصل عنه كما يردد البعض وكل ما هنالك أنه لم يأت عمل مناسب يجمعهما سويًا من جديد بعد طيور الظلام حتى وقت هذا الحوار.


ونفى الزعيم كل ما أثير عن وجود خلافات مع المؤلف الكبير وحيد حامد بعد طيور الظلام، مشيرًا إلى أنه قام بزيارته لتهنئته ببداية تصوير فيلمه الجديد سوق المتعة بطولة محمود عبد العزيز وإلهام شاهين.


والحقيقة أنني كنت شاهدًا على هذه الزيارة التي كانت بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة وكان معي زميلي وصديقي المصور الفنان سمير عبد الراضي.


حيث ضرب بها الفنان عادل إمام عصفورين بحجر واحد أولهما نفي الخلافات مع وحيد حامد، وثانيهما تقديم مبادرة صلح وروح رياضية عملية لمحمود عبد العزيز، بعد سنوات طويلة من القطيعة والتصريحات والخلافات على خلفية مسلسل رأفت الهجان، الذي كان المرشح الأول له الفنان عادل إمام قبل أن تلعب الأقدار لعبتها ويذهب للفنان محمود عبد العزيز ويصنع به نجومية كبيرة جدًا ويصبح أحد أهم الأعمال في مشواره على الإطلاق.

 

الظلم والانكسار

بعيدًا عن الفن سألت الفنان عادل إمام.. هل شعرت بالظلم والانكسار في يوم من الأيام ؟ فأجاب: شعرت بالظلم وعانيت منه كثيرًا، ولكنني لم استسلم لهذا الشعور الصعب، وكان هذا في الماضي وانتهى بغير رجعة، أما الهجوم علي والنقد غير البناء فأنا لا اعتبره ظلمًا، لأنني لا اعترف به من الأساس!

 


أما الانكسار فليس من طبعي، لأنني أكبر من هذا الشعور طوال حياتي ومشواري حتى في أحلك وأصعب الظروف التي مررت بها خاصةً في بداياتي، وبصفة عامة أنا أكبر من أكون شخصًا مظلومًا أو منكسرًا!

وإلى اللقاء في المقال المقبل إن شاء الله لاستكمال هذا الحوار المثير مع الزعيم عادل إمام أطال الله عمره.

الجريدة الرسمية