الفن وسنينه
أنا والزعيم والواد محروس!
يحتفل اليوم النجم الكبير الزعيم عادل إمام بإطفاء الشمعة رقم 84 من عمره المديد بإذن الله، في احتفالية بسيطة اعتاد أن يقيمها سنويًا في السنوات الأخيرة، بقصره بمنطقة المنصورية، بحضور أفراد عائلته زوجته السيدة هالة الشلقاني، وأولاده رامي وسارة ومحمد وأحفاده، وشقيقيه المنتج عصام إمام وإيمان إمام أرملة الفنان الراحل مصطفى متولي..
إضافةً إلى عدد محدود جدًا من الفنانين، مثل يسرا ولبلبة وخالد سرحان والأصدقاء القدامى وأغلبهم من خارج الوسط الفني، كما احتفلت به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بعمل فيديو مجمع يبث على كل قنواتها، لأشهر أعماله على الأغنية التي غناها كتتر لمسلسل الفنان والهندسة بطولته مع فاطمة مظهر وأشرف عبد الغفور وإخراج محمد فاضل عام 1969.
زهايمر
وكذلك كانت لفتة ذكية من الشركة العربية برئاسة الفنانة إسعاد يونس، أن قررت إعادة عرض آخر أفلام الزعيم زهايمر، من إنتاج الشركة عام 2010 بدور العرض بالسعودية والإمارات والبحرين لمدة 3 أيام بداية من أمس الخميس حتى غدا السبت احتفالًا بعيد ميلاده، وهو الفيلم الذي كتبه يوسف معاطي وأخرجه عمرو عرفة وشارك فيه فتحي عبد الوهاب ونيللي كريم وأحمد رزق.
وفي مقال اليوم لن أتحدث عن أعمال هذا الفنان الكبير والتي يعرفها الجميع، الصغير قبل الكبير فهو الفنان الاستثنائي الذي أثرى الفن لأكثر من نصف قرن وحطم الرقم القياسي كأكثر فنان سنوات تربع على عرش النجومية والبطولات المطلقة والذي كان مسجلًا باسم الملك الراحل فريد شوقي..
بل سأسرد بعض المواقف والحكايات المثيرة التي عشتها وحدثت لي مع زعيم الفن العربي عادل إمام والتي أكشف عنها لأول مرة عبر العزيزة "فيتو" وهي بالتأكيد تحمل دلالات ومعاني عديدة ومهمة وذات مغزى بصفة عامة ولي على المستوى الشخصي والمهني بصفة خاصة.
الواد محروس وأنا
تعود علاقتي بالفنان الكبير عادل إمام إلى منتصف التسعينيات، وكان لي شرف إجراء أول حوار صحفي معه عام 1998، بعد بعض المحاولات الخجولة التي لم يكتب لها النجاح، وذلك أثناء تصوير فيلم الواد محروس بتاع الوزير بطولته مع العملاق الراحل كمال الشناوي، وتأليف يوسف معاطي..
الذي كون بعد ذلك مع الزعيم ثنائيًا ناجحًا عبر عدد من الأفلام مثل التجربة الدنماركية والسفارة في العمارة وعريس من جهة أمنية والمسرحيات مثل بودي جارد والمسلسلات منها.. فرقة ناجي عطالله والعراف وصاحب السعادة وغيرها، وإخراج الراحل القدير نادر جلال.
وكنت قد اتصلت بالمنتج الفني للفيلم الصديق الراحل محمد زين، لترتيب اللقاء مع الزعيم والذي تحدد عصرًا بالمتحف الزراعي بالدقي، حيث كان يتم تصوير الفيلم لوكيشن مكتب الوزير -كمال الشناوي ورغم أنني كنت أشعر بالرهبة نوعًا ما من لقاء زعيم الفن ونجمه الأول، إلا أنني كنت في نفس الوقت أشعر بالتحدي والرغبة القوية في إجراء حوار مختلف وجريء يحدث أصداء قوية..
خاصةً أن في هذه الآونة كان نجم الفنان محمد هنيدي قد ارتفع بشدة بعد الإيرادات الخيالية التي حصدها الفيلم الذي غير خريطة السينما إسماعيلية رايح جاي، وشرع بالفعل في التحضير لفيلمه الأول كبطل مطلق صعيدي في الجامعة الأمريكية، وما أثير آنذاك عن اهتزاز عرش الزعيم وأن هنيدي ورفاقه في طريقهم لسحب البساط منه تمامًا، مع تراجع إيرادات ومستوى أفلامه الأخيرة السابقة، مثل رسالة إلى الوالي وبخيت وعديلة وغير ذلك من أقاويل حينذاك.
والحقيقة أن الفنان عادل إمام أزال كل رهبة لدي وكان منفتحًا لأول مرة بهذا الشكل وعلى ندرة حواراته الصحفية كما قال لي الحاضرون والشاهدون على الحوار، على تقبل النقد والأسئلة الجريئة وفتح قلبه وعقله لي ورد على كل التساؤلات والشائعات، محترمًا نجاح شباب السينما من المضحكين الجدد بزعامة محمد هنيدي ومشيرًا إلى أنه أول من منحهم الفرصة في أفلامه وتوقع لهم النجاح ونفى بشدة قلقه من هذا النجاح، مؤكدًا أن الاستمرار بعد ذلك هو المحك الحقيقي وهو ما ستكشف عنه الأيام.
وبالفعل فزت بحوار ممتع ومختلف خلف ردود أفعال إيجابية واسعة ومحفزة، خاصةً من الزعيم بعد نشره في مجلتي الغراء كل الناس على 6 صفحات كاملة بصور حصرية بعدسة زميل الكفاح وقتها المصور الفنان سمير عبد الراضي.
حيث شكرني وأثنى على التزامي الكامل والدقيق بكتابة ونشر كل كلمة قالها دون تحريف أو إضافة أو لعب بالكلمات، وهذا ما اعتبرته أكبر جائزة حصلت عليها في عملي الصحفي الذي لم يكن قد مر عليه سوى سنوات معدودة آنذاك.
وإلى اللقاء في المقال المقبل لاستكمال حكاياتي مع الزعيم عادل إمام وكل سنة وأنت طيب يا زعيم.