رسائل جوارديولا للمشاهير العرب!
تصريحات بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي عما يعيشه العالم من ظلم وظلام لا ينفع معها الصمت أو التجاهل، بحسبان هذا العالم قرية كونية واحدة ما يحدث في أي بقعة فيه تتأثر به حتمًا سائر الأرجاء.. يقول جوارديولا: هذا العالم أصبح مليئًا بالظلم؛ وكل شخص ينظر لمنزله فقط ويغض بصره عما يحدث لجاره.
ويضيف مدرب مانشستر: “إنظر لما يحدث اليوم حول العالم، ونحن نجلس هنا لا نفعل لهم شيئًا.. الظلم أمامك، أنت تشاهده بدون أي ردة فعل، تأكد أنه سوف يصيبك يومًا ما”.. وهذا مربط الفرس.. ما يصيب جارك من أذى في أي مكان بهذا العالم، وتصمت عليه فسوف ينالك أذى مثله دون أن يتحرك أحد لنصرتك أو الدفاع عنك!
ولا يخالجنى شك أن جوارديولا أراد بتصريحاته ما يحدث في غزة من قتل وتشريد وتدمير ممنهج للبشر والحجر في ظل صمت المجتمع الدولى وحكومات الغرب المنحاز لإسرائيل والمدافع عنها؛ بحسبانها دولة وظيفية أريد لها أن تكون خنجرًا في خاصرة العرب حتى لا تقوم بينهم وحدة، ولا تقوم لها قائمة!
رسائل دعم غزة
جوارديولا يبعث بتصريحات رسائل قوية للمتخاذلين العرب من مشاهير النجوم والفنانين ولاعبي الكرة الذين تخلوا عن دعم غزة وكان بإمكانهم إحداث تأثير قوى في شعوبهم التي تاهت في زحمة الحياة.. لم يخش جوارديولا على شهرته ولا مكاسبه؛ لم يخش غضبة الصهيونية المسيطرة على صناع القرار في الغرب..
ولم يستطع أن يكتم صوت ضميره أمام قتل الأطفال والنساء وتجويع المدنيين في غزة بأيدى القتلة وسفاكى الدماء في تل أبيب بغطاء ودعم أمريكى وأوروبي مفضوح، يكشف الوجه القبيح للإمبريالية العالمية التي لا تخفي تعصبها المقيت وتحيزها البغيض لآلة القتل والتشريد والتخريب.
غزة ومقاومتها وبسالتها غيرت شكل العالم، وأعادت القضية الفلسطينية لصدارة الأولويات في العالم؛ فشعوب العالم ومشاهيره ونجومه تحركت ضمائرهم لنصرة المظلومين؛ فطوفان الجامعات في أمريكا وأوروبا ومظاهراتهم الهادرة المؤيدة لفلسطين تنبئ بعالم جديد سقطت فيه الأساطير المؤسسة لإسرائيل، والتي تكلم المفكر الفرنسي روجيه جارودى قبل أكثر من عقدين في كتب نال بسببها الأذى من اللوبي الصهيوني..
لكنها تهاوت اليوم تحت أقدام المتظاهرين من صفوة الطلاب والأكاديميين في أرقى جامعات أمريكا والغرب، وعلى رأسها جامعة كولومبيا الأمريكية التي تخرج فيها رؤساء وسياسيون أمريكيون!
وبينما يلمح جوارديولا إلى ما يحدث من ظلم في غزة منحازًا بضميرها الإنساني للتعاطف معها فقد خذل غزة فنانون ولاعبو كرة ونجوم عرب تخلوا عن دعم غزة بالكلمة أو بالموقف.. وتلك مأساة مريرة تنم عن فقدان البوصلة وانعدام الإنسانية والنخوة والمروءة.. وهو ما سوف يرتد إليهم خذلانًا في موقف يحبون النصرة فيه!
فمتى تصحي ضمائر الغافلين، ومن يهاجمون المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن أرضها وعرضها ومقدساتها وشرف أمتها التى لا تخفى إسرائيل مطامعها في نهش أرضها لإقامة دولتها الكبرى من النيل للفرات؟!