اعتقال نتنياهو!
ثمة تخوفات داخل إسرائيل من احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية قرارا باعتقال رئيس الحكومة نتنياهو ومعه وزير الدفاع ورئيس الأركان لارتكابهم جريمة الإبادة الجماعية.. وإذا حدث ذلك سيكون له تداعياته الكبيرة على الحرب التى تشنها إسرائيل ضد أهل غزة منذ سبعة أشهر.
صحيح أن تنفيذ أمر مثل ذلك للجنائية الدولية ليس سهلا، لأنه يقتضى تعاون الدول وهذا ليس متاحا، إلا أن ملاحقة نتنياهو وعدد من القادة الإسرائيليين بجريمة الإبادة الجماعية من شأنه إضعافهم والنيل من مكانتهم وإضعاف قدراتهم السياسية والعسكرية داخل إسرائيل ويفتح الباب واسعا لتغييرهم، وقد يفضى ذلك أيضا إلى وقف الحرب الوحشية ضد أهل غزة.
ولذلك تبذل أمريكا جهودها لحث المحكمة الجنائية الدولية على عدم إصدار قرار باعتقال نتنياهو، رغم أن الإدارة الأمريكية ترغب في حكومة أخرى في إسرائيل لا يرأسها نتنياهو.. فالقرار المحتمل للجنائية الدولية لن يقتصر على اعتقال نتنياهو وحده وإنما سيشمل وزير الدفاع جانتس الذى تعتبره واشنطن البديل المناسب لنتنياهو في رئاسة الحكومة الاسرائيلية..
ولكن الأهم أن إدانة عدد من قادة إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادةَ الجماعية هى إدانة لإسرائيل كلها، وهو ما تحاول واشنطن حمايتها منه، منذ أن بدأت الجنائية الدولية في النظر في ارتكاب إسرائيل هذه الجريمة الشنيعة دوليا.
إننا إزاء تطور مهم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلى إذا ما أدانت الجنائية الدولية إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.. تطور قد يعتبره البعض تراكما للقرارات الدولية المؤيدةَ للحقوق الفلسطينية التى لم تمكنهم من الحصول على هذه الحقوق، ولكن إدانة إسرائيل بارتكابها سيسهم بالتأكيد في إضعاف إسرائيل.