أوقفوا هذه الإعلانات فورا
أقترح إنشاء لجنة تتبع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تختص بمتابعة الدراما والسينما، وأيضا الإعلانات التي تعرض على الفضائيات.. أحيانا، تستحوذ الإعلانات على شعبية كبيرة، ومشاهدات كثيفة من مختلف المستويات والنوعيات، والفئات.
هناك إعلانات كثيرة ما زلنا نذكرها، رغم مرور سنوات طويلة على عرضها، لكنها تترك تأثيرا واضحا على ذاكرة المتلقي.. وقد يكون التأثير سلبيًّا وضارا، خصوصا على الأجيال الشابة، ربما يماثل تأثير الأفلام والمسلسلات التىتحمد قيما سلبية.
الإعلانات في الأساس، تستهدف تغيير سلوكيات المتلقي، بحيث يقبل على استهلاك المنتج الذي يروج له الإعلان.. فإذا كان المنتج ضارا أو سيئًا، تسبب في إيذاء المستهلكين.. وإن كان الإعلان يحمل معاني مسيئة أو مخالفة للتقاليد والأعراف المجتمعية، فإنه بالتأكيد سيغرس ذلك المعنى فورا في نفس المشاهٍد.
الإعلانات المضللة
ساءني كثيرا مشهد في الإعلان الذي قام به الفنان أحمد حلمي، وهو يرقص فرحا ابتهاجا بصدور الفيزا البنكية من أحد البنوك، بينما إبنه الذي كان مرعوبا بسبب رسوبه في امتحان، أصابته صدمة لرؤية أبيه يرقص، ويردد: "لا.. لا.. لا".. فما كان من الطفل إلا أن رقص مقلدا الأب!
هذا الإعلان يحمل قيما سلبية فهو يدمر صورة الأب في عقلية الطفل، ويمحو الصورة الذهنية المترسخة، على مر الزمان، لدى الإنسان المصري والشرقي، فالأب هو رمز الحكمة والوقار والاتزان، ولا مجال في الأسرة المصرية للأب الراقص، المهرج.
“دقوا الشماسي”
إعلان أشد سوءًا، هو إعلان عن عقارات في كومباوند جديد، استخدمت المطربة، وبالمناسبة إمكانياتها محدودة، أغنية الراحل عبد الحليم حافظ "دقوا الشماسي". مشاهدة الإعلان كاملا، والاستماع إلى الأغنية بصوت المطربة، أعتقد أنه ينقص من أجر الصوم، وربما ينقض الوضوء عند البعض.. الإعلان كان يستحق المنع من العرض لو كانت هناك اللجنة التي أشرت إليها في بداية المقال.
وكثيرا ما أتساءل عن جدوى بعض الإعلانات التي تكلف الشركات والمنتجين ملايين الجنيهات، إن لم يكن المنتج جيدا في الأساس فمثل تلك الإعلانات قد تكون مضللة. وأعتقد أن الطفرة التي تحدث في المبيعات لن تكون دائمة ومستمرة إلا إذا كان المنتج جيدا، فإن لم يكن كذلك فإن المستهلك سينصرف عنه بكل تأكيد إلى غيره من المنتجات الأفضل..
فلماذا لا تبذل الشركات والمصانع جهدا أكبر في تحسين جودة مصنوعاتها، ومنتجاتها، وحتى المستوردين يجب عليهم التركيز على واردات أفضل، بدلا من إنفاق أموال طائلة على الإعلانات؟! أيضا، يمكن توجيه جزء غير قليل من ميزانيات الإعلانات في مشروعات خيرية، ومجتمعية، وتوثيقها في تقارير يتم عرضها على الشاشات، وفي البرامج المختلفة، بدلا من الإعلانات المباشرة، أليس هذا أجدى للمجتمع والمستهلكين؟