مخاوف ليلة العيد!
غدا نحتفل بعيد الفطر المبارك ودوما تكون ليلة العيد ليلة فرح وسرور.. لكنها هذا العام تأتينا بمخاوف كبيرة واسعة وعديدة.. مخاوف بقيام القوات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح الفلسطينية التى يعيش فيها الآن نحو ثلثى أهل غزة كلها..
حيث أعلن نتنياهو عن عزمه إقتحام المدينة رغم الاعتراضات الدولية الواسعة والتحفظات الامريكية، بل أنه هذه المرة أعلن أن موعد إقتحام رفح قد تحدد بالفعل.. ومخاوف بتوسيع نطاق الحرب في غزة بعد الرد المحتمل على استهداف القنصلية الإيرانية فى دمشق، وذلك لتشمل لبنان وقد تطال الاْردن أيضا!
وكلها مخاوف تقتل الفرحة بالعيد ولا تسمح بأى سرور في ليلة العيد، لإنها مخاوف تهدد الإستقرار في المنطقة وتنذر بمخاطر عديدة من بينها مخاطر تنفيذ عملا التهجير القسرى لأهالى غزة، ومنها أيضا مخاطر باتساع نطاق الحرب في المنطقة الذى سوف يفتح أبواب الصراع فيها على مصراعيها، وكذلك مخاطر التداعيات السلبية لذلك على الاقتصاد في العديد من دول المنطقة وفي مقدمتها مصر بالطبع التى لم تتعافى بعد من أزمتها الاقتصادية.
ولعل هذا ما عبر عنه المقال المشترك الذى كتبه رؤساء مصر والأردن وفرنسا وطالبوا فيه بوقف فورى للحرب في غزة حتى لا تمتد إلى مناطق أخرى وتشعل المنطقة بكاملها.. لكن حتى يتحقق ذلك فإن الأمر بات يحتاج إلى موقف أمريكى مختلف من أمريكا تجاه إسرائيل..
موقف يجعل حكومتها لا تقدم لا على إقتحام رفح الفلسطينية أو على توسيع نطاق الحرب وإشغالها في الجبهة الشمالية لإسرائيل التى يرى بعض المحللين أن القوات الاسرائيلية التى تم سحبها من جنوب القطاع سوف يتم توجيهها لهذه الجبهة الشمالية.. وهذا الموقف الأمريكى يجب أن يتمثل في وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة الأمريكية.
لكن حتى الآن لا يلوح في الأفق ما يشى بذلك، ومازال الموقف الامريكى في جوهره مساندا لاسرائيل.. ولذلك تأتينا ليلة العيد بالمخاطر الجمة، لإننا مهددين بكوارث كبيرة بعد إنتهاء أيام العيد إذا نفذ الاسرائيليون خططهم الخبيثة.