أفخم قصور الحكم!
بحكم عملى الصحفي دخلت العديد من قصور الحكم في العالم، الرئاسية والملكية بما فيها بالطبع قصر الاتحادية.. وتناولت في بعض هذه القصور الطعام، في مأدبة غذاء أو مأدبة عشاء، وأيضًا في إفطار بسيط!
ويمكننى القول إن أفخم قصور الحكم التى دخلتها في العديد من بلاد العالم هو مبنى الكرملين في روسيا والذى يعد مقرا للرئيس الروسى.. وتعد فخامته إمبراطورية بالفعل تشد انتباه الناظرين وتخلب الألباب لجماله وروعته.. وفي المقابل فإن أبسط قصور الحكم التى دخلتها هو القصر الرئاسي في نيبال.. فهو مبنى صغير يتكون من طابقين ولعله يناسب بلدا فقيرا يعد من أفقر بلاد آسيا والعالم.
أما القصور الأكثر ثراء فهى القصور الملكية التى تنطق بالبذخ الشديد، ومع ذلك لم تظفر هذه القصور بفخامة الكرملين وجماله وبهائه الإمبراطوري.. وهذا يعنى أن المال والبذخ لا يصنع الفخامة أو يحققها، وإن كان يوفر بناء قصورا ضخمة واسعة مترامية الأطراف.. غير أن الولائم الفاخرة كانت حصريا موجودة في تلك القصور.
بينما كان الطعام الذى تناولته فى مأدبة رسمية رئاسية بالكرملين بسيطا وأصنافها محدودة جدا، على عكس ما يقدم فى المآدب الملكية الفاخرة جدا.. غير أن أبسط طعام تناولته في إحدى قصور الحكم كان في القصر الرئاسى بنيبال.. فهو كان يتكون من كورن فيلكس وطبقا صغيرا من شرائح الفاكهة تناولته مع وفد منظمة تضامن شعوب أفريقيا وآسيا ونحن نتحدث مع فخامة الرئيس.
بينما تناولت فى مبنى المستشارية في ألمانيا طعام سناك، وتناولت مع الوفد المرافق لرئيس الجمهورية طعام الغذاء الرسمى في خيمة كبيرة في مكان مهجور احتجنا للوصول إليه السير بالسيارات لنحو ساعتين، قيل لنا أنه مزرعة للعقيد القذافى لم يكن فيها شجيرة واحدة!
وكل قصور الحكم التى دخلتها لم أحمل معى جهاز تليفونى المحمول بما فيها قصر الاتحادية، تنفيذا لتعليمات الأمن، باستثناء بعض القصور الملكية والقصر الرئاسى في نيبال وكازخستان، وإن كان فيما بعد سمح بالاحتفاظ بالتليفون المحمول في أروقة منتدى شباب العالم بحضور رئيس الجمهورية.
وبعد أن دخلت العديد من قصور الحكم في العالم أستطيع القول إن مكانة الدول لا تتحقق بفخامة قصور الحكم فيها، وإنما بقدراتها المختلفة، عسكرية واقتصادية، وحضارية.. فإن مبنى الكرملين الإمبراطوري الفخم لم يصنع مكانة روسيا دوليا، وإنما قدراتها المختلفة المتنوعة هى التى صنعت منها دولة عظمى جعلت الغرب يتجمع لمواجهتها على أرض أوكرانيا.
وذات الشيء ينطبق على الصين التى توجد فيها العديد من القصور الفخمة.. فهى صارت قوة دولية بصعودها الاقتصادى حتى صارت الآن صاحبة ثانى أكبر اقتصاد في العالم وتتأهب لان تكون في غضون سنوات قليلة الاقتصاد الأول في العالم.